للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك أيضًا من أَسْباب مَنْع الإجابة أن يَدعوَ الإنسان بإثمٍ أو قَطيعة رَحِم، فيَدعو بإِثْم، مثل أن يَدعوَ على شخص لا يَستَحقُّ الدُّعاء عليه، فهذا إِثْم، كأَنْ يَدعوَ على ولِيِّ أَمْر أَساء في مَسأَلة من المَسائِل فتقول: اللَّهُمَّ لا تُوفِّقْه. وما أَشبَه ذلك اعتِداء في الدُّعاء، إذا رأَيْت ولِيَّ أَمْر صغيرًا كان أم كبيرًا أَخطَأ فليس عِلاجه: اللَّهُمَّ لا تُوفِّقْه. عِلاجه أن تَقول: اللَّهُمَّ وَفِّقْه. يُصلِح ويُصلِح الله به، هذا من الاعتِداء في الدُّعاء الذي لا يُقبَل.

من الاعتِداء في الدعاء قَطيعة الرحِم أن تَدعوَ بقَطيعة الرحِم أيضًا لا يُقبَل. دُعاء الظالِمِ على مَظلومه لا يُقبَل؛ لأنه إِثْم.

ومثال الاعتداء في الدعاء: لو قال: اللَّهُمَّ إني أَسأَلُك أن تَجعَلني من الرُّسُل الكرام. هذا مُعتَدٍ في الدعاء، اللَّهُمَّ اجعَلني لا أُذنِبُ ذنبًا. عُدوان في الدُّعاء، أما أن يقول: اللَّهُم إني أَسأَلُك أن تَقلِب هذا المَسجِدَ من ذهَب وزُمُرُّد. فهذا الله على كل شيء قديرٌ: كُنْ فيَكون، لكن هذا خِلاف العادة، وهو أيضًا في الغالِب لا فائِدةَ منه.

وممَّا هُو مُمكِن لا شيءَ فيه: الله يَجعَلُك كسِيبَوَيْهِ في النَّحْو، وكابن تَيميَّةَ في العِلْم، يقولون: إنه سُمِع واحِد يَطوف في الكعبة فسمِعه شخص وهو يَقول: اللهُمِّ إني أَسأَلُك نَحوًا كنَحْو ابن هِشام، وفِقهًا كفِقْه شيخ الإسلام. فالله على كل شيء قَديرٌ لعله يُعلِّمك.

رابِعًا: أَكْل الحرام من مَوانِع القَبول؛ لأن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذكَر الرجُل يُطيل السفَر أَشعَثَ أَغبَرَ يَمُدُّ يَدَيْه إلى السَّماء يا ربِّ يا ربِّ. كلُّ هذه الوجوهِ الأَرْبعة من أسباب إجابة الدُّعاء ومَطعَمه حرام ومَلبَسه حَرام وغُذِّيَ بالحرام قال النَّبيُّ

<<  <   >  >>