هنا:[ذي الطَّوْل الإنعام الواسِع، وهو مَوْصوف على الدوام بكُلٍّ من هذه الصِّفات]. فهو هنا أثْبَت الصِّفات؟
فالجَوابُ: أي لكن على أنَّها صِفات ذاتِية، ثُم إنَّ المفَسِّر أيضًا لاحَظَ شيئًا آخرَ من جهة النَّحْو، وهو أن {غَافِرِ الذَّنْبِ} و {وَقَابِلِ التَّوْبِ}{شَدِيدِ الْعِقَابِ} هذه صِفات مُضافة، وإضافتها ليست مَحْضة، بل إضافتها إضافة لَفْظية، والإضافة اللَّفْظية لا تَقتَضي التعريف.
فإن قال قائل: لكن سَمَّاها صِفاتٍ! .
فالجوابُ: لا مُخالفةَ، هي صِفات لكن ما قصَده؟ انظُرْ عِبارة المفَسِّر:[وهو مَوْصوف على الدوام بكُلٍّ من هذه الصِّفات، إذا كان موصوفا بها على الدوام فتكون صِفاتٍ ذاتيةً. ثُم يَقول: [فإضافة المُشتَقِّ منها للتَّعريف كالأخيرة] المُشتَقُّ: {غَافِرِ}{وَقَابِلِ}{شَدِيدِ}، يَقول: للتَّعريف، يَعنِي أن إضافتها أَفادَت التَّعريف كالأخيرة:{ذِي الطَّوْلِ} فإن هذه الإِضافةَ أَفادَتِ التَّعريف لا شَكَّ؛ لأنها إضافة اسمٍ جامِد إلى مَعرِفة، فيَكون مَعرِفة.
واسم الفاعِل واسم المَفعول والصِّفة المُشبَّهة إذا أُضيفت فإنها لا تُفيد التعريف، ويُسمُّون هذه الإضافةَ: إضافةً لَفْظية، لا مَعنَوية، وبعضُهم يَقول: مَحْضة، وغير مَحْضة، وأتَى المفَسِّر بهذا الكلامِ؛ لأنه يُورَد عليه مَسألة:"الله العزيز العليم"، فهذه مَعارِف، وإذا قلنا: غافِر صِفة لله. وقُلنا: إن إضافَتها لَفْظية، ورَدَ علينا إشكالٌ، الإضافة اللَّفْظية لا تَقتَضي التعريف، فتكون الصِّفة نكِرة وُصِفَ بها مَعرِفة، ووَصْف المعرفة بالنكِرة غير جائِز.