للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيء الثاني: ربما تَكون هذه المَرأةُ عند التِقاط الصُّورة لها على أحسَن تَجميل بمكياج وكُحْل، وما أَشبَه ذلك، فتُصوَّر على هذا الوجهِ وتُعطَى الخاطِب، فإذا نظَرها على الطبيعة -كما يَقولون- وجَد خِلاف ذلك، وجَد أن لا عينَ ولا وجهَ، وحينَئِذٍ يَحصُل البَلاء، فالذي نرى أنه يَحرُم أن يَتَبادَل الخَطيبان الصوَر، ثُم إن هذه الصورةَ قد تَبقَى عند الخاطِب أو عند المخطوبة أيضًا، ولو بعد إطلاق الخِطبة، يَتمتَّع بالنظَر إليها متى شاء، وهي أيضًا تَتَمتَّع بالنظَر إليه متى شاءَتْ.

مسألة: بالنسبة لحَبْس الضوء في الكاميرا، هناك عمَلية تُسمَّى بالرتوش، وهذه العمَلية يَدخُل فيها المُصوِّر بقلَم رَصاص يُغيِّر في الصورة إذا أَراد؛ فما حكمها؟

فالجَوابُ: الظاهِر أن هذه تَدخُل في التَّحريم؛ لأن له عمَلًا في شَكْل الصورة.

فإن قال قائِل: بعض صِغار السِّنِّ يَعنِي: غير المُكلَّفين يَرسُمون رُسوماتٍ للناس، هل لنا أن نُحرِّم هذا عليهم كما يَحرُم على الكِبار، على القاعِدة المُطَّرِدة؟

فالجوابُ: أي نعَمْ، فما يَحرُم على الكِبار يَحرُم على الصِّغار، لكن الصغير لا يُؤاخَذ عليه، وإنما يُؤاخَذ عليه وليُّه؛ حيث لم يَمنَعه منه، ثُم هناك أشياءُ يُمكِن أن يَتَسلَّى بها الإنسان غير صوَر الحيوان: شجَر، جِبال، نُجوم، شمس، أنهار، بِناء، مُمكِن، لكن الشَّيْطان زَيَّن للناس سوء العمَل، أمَرَهم أن يَصنَعوا هذا الشيءَ المُشتَبِه، أو الذي هو محُرَّم بالاشتِباه، وَيعدِلوا عن شيء مُباح.

الآنَ في بعض المَصنوعات ما هو جميل، والإنسان يَتَمتَّع بالنظَر إليه وهو مَصنوع: سيَّارة، قلَم، ساعة، وغير ذلك، فلماذا نَعدِل إلى الشيء الذي فيه اشتِباهٌ، أو إلى شَيءٍ محُرَّم لا اشتِباهَ فيه عن شيء مُباح؟ !

<<  <   >  >>