للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنبيه: نحن نَتكلَّم عن التصوير من حيثُ هو تَصويرٌ، لا عن المُصوِّر، المُصوِّر هو ونِيَّته، إذا كانت نِيَّته سَيِّئة فهو حرام وإذا كانت غير سَيِّئة فهو حلال.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: مِنَّة الله عزَّ وَجَلَّ علَيْنا برِزْقه إيَّانا من الطَّيِّبات؛ لقوله: {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} ذكَرْنا أن المُراد بـ {الطَّيِّبَاتِ} هنا اللَّذائِذ؛ ليَشمَل الرِّزْق العامَّ والخاصَّ، وليُعلَم أن الرِّزق يَنقَسِم إلى قِسْمين: رِزْق عامٍّ، ورِزْق خاصٍّ. فالعامُّ كل ما يَنتَفِع به الإنسان فهو رِزْق، كما قال السَّفَّارينيُّ رَحِمَهُ اللهُ:

والرِّزْق ما يَنفَع من حَلال ... أَوْ ضِده. . . (١)

وهو الحَرام، هذا رِزْق عامٌّ يَستَوي فيه المُؤمِن والكافِر، والبَرُّ والفاجِر، والمُكتَسَب عن طريق حلال والمُكتَسَب عن طريق الحَرام، كل هذا رِزْق، وعلى هذا فالمَسروق بالنِّسبة للسارِق رِزْق، لكنه رِزْق، وإن تَمتَّع به في الدنيا فسيَكون عليه وَبالًا في الآخِرة.

أمَّا النوع الثاني من الرِّزْق فهو الرِّزْق الطَّيِّب الحَلال، وهذا هو الرِّزْق الخاصُّ، وهو الطَّيِّب الحلال، وهو خاصٌّ بالمُؤمِن، وعلى هذا فالكافِر ليس له رِزْق خاصٌّ إطلاقًا حتى لو اكتَسَبه عن طريق الحلال، فليس رِزْقًا خاصًّا، بل هو داخِل في العُموم؛ لقول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: ٣٢]، ولغير الَّذين آمَنوا ليسَتْ لهم؛ ولهذا نَقول: الكافِرُ يُحاسَب على كل لُقْمة وكل شَرْبة، كل لُقْمة أَكَلها وكل شَرْبة شَرِبها يُحاسَب عليه يوم القِيامة، بل إن مِن الخطَر أن يُحاسَب


(١) العقيدة السفارينية (ص: ٦٤).

<<  <   >  >>