للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن خَلْق السمَواتِ والأرضِ أكبَرُ من خَلْق الناس، فالقادِر على الأكبَرَ قادِرٌ على ما دونَه.

الدليل الخامس: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} فإذا كان الخَلَّاق العليم فهو قادِرٌ على أن يَخلُق كلَّ شيء، ومنه إعادة الموتى.

الدليل السادس: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وجهُ الدَّلالة أن (شيئًا) نكِرَة في سِياق الشَّرْط فتَعُمُّ كل شيء حتَّى إحياء الموتى، أن يَقول له: كُنْ. فيَكون لا يَحتاج إلى أعوان، ولا إلى تَردُّد.

الدليل السابع: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} هذه الجُملةُ، وجهُ الدَّلالة منها:

الوجهُ الأوَّلُ: إذا كان مالِكًا لكل شيء -من عُموم {كُلِّ} -، فإنه إذا كان مالِكًا لكل شيء فالبَعْث يَدخُل ضِمْن العُموم.

الوجهُ الثاني: (سُبحان) تَنزيهُ الله عن النَّقائِص.

الوجهُ الثالِثُ: كون الله تعالى مالِك كل شيء هو خالِقه، خالِق كل شيء، وخالِق الشيءِ مالِكٌ له.

الدليل الثامن: قوله: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وجهُ الدَّلالة فيه: لولا هذا الرُّجوعُ لكان الخَلْق عبَثًا، فكونُنا لا بُدَّ أن نَرجِع إلى الله، إِذَنْ فلا بُدَّ من الإحياء، وإلَّا لكانت الحياة كلُّها عبَثًا، فانظُرْ إلى تَقرير الله عَزَّ وَجَلَّ الإحياءَ بعد الموت؛ لأنه يَنبَني عليه العمَل، لو أن أحَدًا لا يُؤمِن بيَوْم الحِساب لم يَعمَل، ما دام ليس في إلَّا الحياة الدنيا نَموت ونَحيا فلأيِّ شيءٍ يَعمَل، إِذَنْ إنسان يَعمَل في الدنيا يَنهَب، ويَسرِق، ويَزنِي،

<<  <   >  >>