طَواغيتُ - باعتِبار الفاعِل يَعنِي: أنه طغَى فيها هي مَحَلُّ طُغيانه - ومَعنى كونِها طواغيتَ أنها مَحلُّ طُغيانه، وليسَت هي طاغِيةً. فعِيسى ابنُ مَريمَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَعبودٌ، لا نَقول: إنه طاغوت، لكنه مَحَلُّ طُغيان الذين عبَدوه، انتَبِهوا لهذه النُّقطةِ؛ لأن بعض الناس استَشكَل كلام ابن القَيِّم، وقال: كيف نَقول هذا الكَلامَ؟ إذن عِيسى طاغوتٌ؛ لأنه مَعبود، فممال: مُرادُه رَحِمَهُ اللَّهُ أن مَحلَّ الطُّغيان يَكون في المَعبود والمَتْبوع والمُطاع.
فإن قال قائِل: الله - عَزَّ وَجَلَّ - يَقول:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}[الأنبياء: ٩٨] كيف عُبِد سيِّدُنا عيسى وغيرُه من الصالحِين؟