للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"فكافِئُوه"؛ أي: فأَحسِنُوا إليه مثلَ ما أَحسنَ إليكم، (المُكافَأة) مهموز باللام: مثل المُجازَأة.

قوله: "فإن لم تجدوا ما تكافِئُوه"؛ يعني: فإن لم تجدوا من المال ما تكافِئُوه فكافِئُوه بالدعاء.

قوله: "حتى تَرَوا أن قد كافأتُمُوه"؛ يعني: كرِّروا الدعاءَ له حتى تعلموا أن قد أدَّيتُم حقَّه.

وقد جاء في حديث آخر: "مَن صُنِعَ إليه معروفٌ، فقال: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغَ في الثناء".

فبدليل هذا الحديث مَن قال لأحدٍ: جزاك الله خيرًا مرةً واحدةً فقد أدَّى حقَّه، وإن كان حقُّه كثيرًا.

وكانت عادةُ أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - إذا دعَا لها السائلُ أن تُجيبَه بمِثْل ما يدعو لها السائل، ثم تُعطيه من المال ما تُعطيه، فقيل لها: أتُعطينَ السائلَ المالَ وتَدْعينَ له بمِثْل ما يدعو لك؟ فقالت: لو لم أَدْعُ له لَكانَ حقُّه بالدعاء لي أكثرَ من حقِّي بالصدقة، فأدعو له بمِثْل ما يدعو، حتى أُكافِئَ دعاءَه بدعائي؛ لِتَخلُصَ لي صدقتي.

روى هذا الحديثَ - أعني حديث: "من استعاذكم بالله" -: عبدُ الله بن عمر.

* * *

١٣٨٣ - وقال: "لا تَسْأَلُوا بوجْهِ الله إلا الجنَّةَ".

قوله: "لا تسألوا بوجه الله إلا الجنةَ"، هذا يحتمل أمرَين:

أحدهما: أن يكون معناه: لا تسألوا من الناس شيئًا بوجه الله، مثل أن

<<  <  ج: ص:  >  >>