١٤١٤ - وقال:"قال الله تعالى: أَحَبُّ العِبادِ إليَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا".
قول الله تعالى:"أحبُّ عبادي إليَّ أعجلُهم فِطرًا"؛ يعني: مَن هو أكثرُ تعجيلًا في الإفطار؛ فهو أحبُّ إلى الله تعالى.
ولعل سببَ محبة الله تعالى إياه: لطاعته سُنَّةَ رسول الله عليه السلام، ولأنه إذا أفطرَ قبلَ الصلاة يؤدي الصلاةَ عن حضور القلب وطمأنينة النفس، ومَن كان بهذه الصفة فهو أحبُّ إلى الله ممن لم يكن كذلك.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
١٤١٥ - وقال:"إذا أَفْطَرَ أَحَدكم فَلْيُفْطِرْ على تَمْرٍ، فَإِنَّهُ بَرَكةٌ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ على ماءٍ، فإنَّهُ طَهُورٌ".
قوله:"فَلْيفطِرْ على تمرٍ؛ فإنه بركةٌ، فإن لم يجد فَلْيفطِرْ على ماءٍ؛ فإنه طَهورٌ": فهذا الحديثُ وأمثالُه الأَولى أن يُحالَ عليه إلى رسول الله عليه السلام؛ فإنه يعلم حقيقةَ الأشياء بتعليم الله تعالى إياه، ونحن لا نعلم.
وما يجري في الخاطر: أن التمرَ قُوتٌ وحلوٌ، والنفس قد تعبت بمرارة الجوع، فأَمرَ الشارعُ بإزالة هذا التعب بشيءٍ هو قُوتٌ وحلوٌ، ولا شيءَ بهذه الصفة إلا التمر والزبيب، والتمرُ أكثرُ في المدينة من الزبيب وأحلى، فلهذا أَمرَ - عليه السلام - بالإفطار على التمر.
وإن لم يكن التمرُ أَمرَ الشارعُ بالإفطار على الماء؛ لأن الماءَ يُزيل تعبَ