قوله:"مَن نَسِيَ وهو صائمٌ ... " إلى آخره؛ يعني: لا يبطل الصومُ بالأكل والشرب ناسيًا، وبه قال الشافعي وأبو حنيفة وأحمد.
وقال مالك: يبطل الصومُ بالأكل والشرب ناسيًا.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
١٤٢٥ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: هَلَكَتُ، وأَهْلَكْتُ، فقال:"ما شَأْنُكَ؟ "، قال: وَقَعْت على امْرَأَتِي في نَهارِ رَمضانَ، قال:"فأَعْتِقْ رَقَبَة"، قال: لَيْسَ عندي، قال:"فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابعَيْنِ"، قال: لَا أستطيعُ، قال:"فَأَطْعِمَ سِتِّينَ مسكينًا"، قال: لا أَجِدُ، قال: اجْلِسْ، فَجَلَسَ، فأُتِىَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ فيه تَمْرٌ - والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ - قال:"خُذْ هذا فتَصَدَّقْ بِه"، قال: على أَفْقَرَ مِنَّا؟، فَضَحِكَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قال:"أَطْعِمْهُ عِيالَكَ".
قوله:"هلكتُ وأَهلكتُ"؛ أي: هلكتُ بحصول الذنب لي، وأهلكتُ امرأتي بأن حصلت لها ذنبًا.
"وقعتُ على امرأتي"؛ أي: جامعتُها في رمضان؛ أي: في نهار رمضان.
قوله:"فأَعتِقْ رقبةً"؛ أي: كفارةُ هذا الذنب أن تُعتقَ رقبةً عبدًا أو أَمَةً.
العَرَق" بفتح العين والراء "المِكْتَل" بكسر الميم: وهو الزِّنْبيل.
قوله: "على أفقرَ منا"؛ أي: أتصدُّق بهذا على من هو أكثرُ حاجةً منا؛ يعني: أنا وعيالي فقراء ليس أحدٌ أفقرَ منا، فهل يجوز لنا أن نأكلَه أم لا بد أن أتصدَّق به على غيرنا؟