قوله:"فلم يعتكفْ عامًا، فلمَّا كان العامُ المقبل اعتكفَ عشرين"، هذا دليلٌ على استحبابِ قضاءِ ما فاتَ من السُّنن.
* * *
١٥٠٧ - وعن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أَرادَ أنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الفِجْرَ، ثُمَّ دَخَلَ في مُعْتَكَفِهِ.
قولها:"كان رسولُ الله - عليه السلام - إذا أرادَ أن يعتكفَ صَلَّى الفجرَ، ثم دخلَ في مُعْتَكَفِهِ".
(المُعتكَف) بفتح الكاف: موضع الاعتكاف.
فمن أراد أن يعتكف يومًا أو أكثر يدخل المسجدَ في أول صبح ذلك اليوم عند أحمد بدليل هذا الحديث، وقال الشافعي وأبو حنيفة ومالك: يدخل المسجد قبل غروب الشمس من الليلة التي يريد أن يعتكفَ في اليوم الذي بعدها.
فمن أرادَ أن يعتكفَ العشرَ الأواخرَ من رمضان، يدخلُ المسجد في قول هؤلاء الثلاثة قبل غروب الشمس من يوم العشرين، وفي قول أحمد: يدخلُ بعد الصبح في يوم الحادي والعشرين.
* * *
١٥٠٦ - وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعُودُ المَرِيضَ وهو مُعْتَكِفٌ، فيَمُرُّ كما هُو ولا يُعَرِّجُ يَسْأَلُ عَنْهُ.
قولها:"كان رسولُ الله - عليه السلام - يعودُ المريضَ وهو معتكف، فيمرُّ كما هو، فلا يعرِّجُ يسألُ عنه".
(التعريج): الإقامة والميل عن الطريق إلى جانب؛ يعني: إذا خرجَ لقضاء