فاتركوه، فإنه أعظمُ من أن يقرأه أحدٌ من غير حضورِ القلبِ.
روى هذا الحديث جُندُبُ بن عبد الله.
* * *
١٥٦٨ - وسُئلَ أنسٌ - رضي الله عنه -: كيفَ كانتْ قِراءَةُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: كانَتْ مَدًّا، ثم قرأ:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، يمدُّ بـ {بِسْمِ اللَّهِ}، ويَمُدُّ بـ {الرَّحْمَنِ}، ويمُدُّ بـ {الرَّحِيمِ}.
قوله:"كانت مَدَّاء"(مَدَّاء): تأنيث أمد، و (أمدُّ) نعت المذكر، من (مدَّ)؛ يعني: كانت قراءته كثيرة المد.
"ثم قرأ"؛ يعني: قال قتادة: لما سُئِل أنسٌ عن قراءة رسولِ الله عليه السلام، فقال: كانت مداء، ثم قرأ أنس:" {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ومدَّ {بِسْمِ اللَّهِ}، ومدَّ {الرَّحْمَنِ}، ومدَّ {الرَّحِيمِ} "؛ ليعلمَ الحاضرون كيفيةَ قراءةِ رسول الله عليه السلام.
وأعلم أن للمدِّ حدًا، وحروفُ المد ثلاثة: الألف، والواو الساكنة التي قبلها ضمة، والياء الساكنة التي قبلها كسرة، فإذا كان واحد من هذه الحروف وبعدهما همزةٌ يمدُّ ذلك الحرف، وفي قدره اختلفَ القرَّاء؛ فبعضهم يمدُّ بقدر ألف، وبعضهم يمدُّ بقدر ألفين، وبعضهم يمدُّ بقدر ثلاث ألفات، وبعضهم يمدُّ بمقدار أربع ألفات، وبعضهم يمدُّ بقدر خمس ألفات.
وإن كان بعدها تشديدٌ يمدُّ بقدر أربع ألفات بالاتفاق.
وإن كان بعدها ساكن يمدُّ بقدر ألفين بالاتفاق.
مثال الهمز:{بِمَا أُنْزِلَ} و {قَالُوا آمَنَّا}{وَفِي آذَانِهِمْ}.
مثال التشديد:{أَتُحَاجُّونِّي} بمدِّ الألف؛ لتشديد الجيم، وبمد الواو؛ لتشديد النون.