مثال الساكن:{ص وَالْقُرْآنِ} تمدُّ الألف؛ لسكون الدال بعدها، وكذلك تمد الواوُ في {يَعْلَمُونَ} والياءُ في {نَسْتَعِينُ} عند الوقف على النون.
وإذا كان بعد حروف المدِّ حرفٌ غيرُ الهمز والمشدد وغير الساكن، لم يمدَّ حرفُ المد إلا بقدر خروجها من الفم، نحو:{إِيَّاكَ} لا تمدُّ الألف إلا بقدر خروجها من الفم؛ لأن ما بعدها كافٌ، وهي متحركة.
وكذلك:{يَعْلَمُونَ} و {نَسْتَعِينُ} عند الوصل؛ لأن النون متحركةٌ في الأصل، وكذلك جميع الأمثلة.
وإذا عرفت هذا فاعلم أنَّ مدَّهُ بسم الله الرحمن الرحيم لم يكن إلا بقدر خروج حرف المدِّ من الفم؛ لأنه ليس بعد الألف همزة ولا تشديد ولا ساكن.
و {الرَّحِيمِ} يمدُّ عند الوقف بقدر الألفين، وعند الوصل بقدر خروج الياء من الفم.
ونعني بقدر الألف: قدرَ مدِّ صوتِكِ إذا قلت: ياء، أو ثاء، وما أشبهَ ذلك.
* * *
١٥٦٩ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أَذِنَ الله لِشيءٍ ما أَذِنَ لنبيٍّ يتغنَّى بالقُرآنِ".
١٥٧٠ - وقال:"ما أَذِنَ الله لِشيءٍ ما أذِنَ لنبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بالقُرآنِ يَجْهَرُ به".
قوله:"وما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبيٍّ يتغنَّى بالقرآن"؛ يعني: ما استمع إلى شيء كاستماعه إلى صوتِ نبيًّ قرأ الكتاب المنزَّلَ إليه بصوت رفيع.