١٥٧٣ - وعن أنَسٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأُبَيِّ بن كَعْبٍ:"إنَّ الله أَمَرَنِي أَنْ أقرأَ عليكَ القُرآنَ"، قال: الله سَمَّاني لكَ؟!، قال:"نعمْ"، قال: وقَدْ ذُكِرْتُ عندَ ربِّ العالَمِينَ؟!، قال:"نعمْ"، فذرفَتْ عَيْنَاهُ.
قوله لأبيٍّ:"إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآنَ"؛ يعني: أن أقرأ حتى تسمعَهُ مني، وتعرفَ كيفيةَ قراءتي، وتصحيحَ الحروف، وتجويدَ اللفظ، ومن هذا جرى بين المقرئين سنةُ أن يقرأ الأستاذ أولاً حتَّى يسمعَ التلميذُ، ثم يقرأ التلميذُ.
قوله:"الله سماني؟! " تقدير الكلام: (أالله) بهمزتين؛ الأولى همزة الاستفهام، والثانية همزة (الله)، فقُلِبت الهمزة الثانية ألفًا، فصار (الله) بالمد، ويجوز (الله) بغير مدٍّ على أنه حُذِفت همزة الاستفهام؛ للعلم بها.
قوله:"فذرفت عيناه"؛ يعني: بكى أُبيٌّ من أجل أنه رأى نفسَه أحقرَ من أن يذكره ربُّ العالمين.
قوله:"أمرني ربي أن أقرأَ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} "، قيل: سببُ تخصيصِ قراءة هذه السورة من بين السور: أن في هذه السورة قصةَ أهل الكتاب، وأبيٌّ كان من علماء اليهود؛ ليعلمَ أبيٌّ حالَ أهل الكتاب، ويعلمَ خطابَ الله معهم.