١٥٧٤ - وقال ابن عُمر - رضي الله عنهما -: نَهَى رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُسَافَرَ بالقُرآنِ إلى أرضِ العَدُوِّ.
وفي روايةٍ: قالَ: "لا تُسافِرُوا بالقُرآنِ، فإنِّي لا آمَنُ أَنْ ينالَهُ العَدُوُّ".
قوله:"أن ينالَهُ العدوُّ"؛ يعني: أن يصيب الكفارُ مصحفَ القرآن ويُحقِّروه، أو يحرقوه، أو يلقوه في مكان نجس.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١٥٧٥ - عن أبي سَعيد الخُدْريِّ - رضي الله عنه - قال: جلَستُ في عِصابةٍ من ضُعفاءِ المُهاجرينَ، وإنَّ بعضَهُمْ لَيَسْتَتِرُ ببعضٍ مِنَ العُرْيِ، وقارِئٌ يَقْرأُ علينَا، إذْ جاءَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقامَ عَلَيْنَا، فلمَّا قامَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَكَتَ القارِئُ، فسلَّمَ، ثمَّ قال:"مَا كُنْتُم تَصْنَعُونَ؟ " قُلنا: كُنَّا نستَمِعُ إلى كِتابِ الله، فقال:"الحمدُ لله الذي جعلَ مِنْ أُمَّتي مَنْ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبرَ نفسِي مَعَهُمْ", قال: فجلسَ وَسْطَنَا ليَعْدِلَ بنفسِهِ فينا، ثمَّ قال بيدِهِ هكذا، فتحلَّقُوا، وبرَزَتْ وُجُوهُهُمْ لهُ، فقال:"أبْشِرُوا يا مَعْشَرَ صعَالِيكِ المُهاجِرينَ بالنُّورِ التَّامُ يومَ القِيامَةِ، تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قبلَ أَغنِيَاءِ النَّاسِ بنصْفِ يومٍ، وذلكَ خمسُمائةِ سنَةٍ".
قوله:"إن بعضَهم ليستترُ ببعض من العُرْيِ": هؤلاء أهلُ الصفة ليس لهم من الثيابِ إلا قليلٌ؛ مَنْ كان ثوبُهُ أقلَّ من ثوب صاحبه يجلسُ خلف صاحبه حتى لا يراه أحدٌ.
قوله:"فقامَ علينا"؛ أي: قام رسولُ الله - عليه السلام - فوق رؤوسنا.
"بغتة"؛ يعني: كنا غافلين عن مجيئه، فإذا نظرنا، فإذا هو قائمٌ فوق رؤوسنا.