للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "فسلَّم"؛ يعني: فسلم رسولُ الله - عليه السلام - علينا.

"جعل من أمتي مَنْ أُمرتُ أن أصبرَ معهم"؛ يعني: الحمدُ لله الذي جعلَ من أمتي زُمْرةً صلحاء فقراء مُقرَّبين عند الله تعالى، ومن غاية قربهم إلى الله تعالى أمرني الله أن أصبرَ معهم - أي: أكون معهم، وأحبس نفسي معهم - بقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}، قال المفسرون: معناه: يتعلمون القرآن والأحكام منك يا محمد في أول النهار وآخره، {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}؛ يعني: يطلبون رضا الله، {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [الكهف: ٢٨]؛ يعني: لا تجاوزْ بصرَكَ عنهم إلى (١) الأغنياء.

نزلت هذه الآية في فقراء المهاجرينَ حين قال كفارُ قريش لرسول الله عليه السلام: أخرِج الفقراءَ من عندك حتى نجالسَكَ، ونؤمن بك، ففعل رسول الله عليه السلام ذلك حرصًا على إيمانهم، فنزلت هذه الآية، ونهاه عن ذلك.

قوله: "ليعدِلَ بنفسه فينا"؛ يعني: لنراه جميعًا، فإنه لو لم يجلسْ وسطنا، لرآه بعضُنا دون بعض.

قوله: "ثم قال بيده هكذا"؛ يعني: أشار إلى أن اجلسوا على الحلقة، فبهذا عُلِمَ كونُ جلوسِ الجماعة على الحلقة سُنةً.

قوله: "وبرزت وجوهُهم له"؛ أي: ظهرت وجوهُهم لرسول الله عليه السلام؛ يعني: جلسوا على الحلقة بحيث يَرى النبي - عليه السلام - وجهَ كلِّ واحد منهم.

"أبشروا" بفتح الهمزة وكسر الشين؛ أي: افرحوا.

"الصعاليك": جمع صعلوك، وهو الفقير.


(١) في جميع النسخ: "في"، والصواب ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>