قوله:"ثم قل: اللهم أسلمتُ نفسي إليك بهذا"؛ أي: ثم ادعُ بهذا الدعاء إلى أن تختم الدعاء.
"الفطرة": الإسلام.
* * *
١٧٠٩ - عن أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا أَوَى إلى فِراشِه قالَ:"الحَمْدُ للهِ أَطْعَمنا، وسَقانا، وكَفانا، وآوَانا، فكَمْ مِمَّن لا كافِيَ لهُ، ولا مُؤوِيَ له".
قوله:"وكفانا"؛ أي: دفع عنَّا شرَّ المؤذيات، وحفظنا وهيَّأ أسبابنا.
قوله:"وآوانا" بمد الهمزة؛ أي: جعل لنا مساكن، ورزقنا المساكن.
قوله:"فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي"، (الكافي) و (المؤوي) هو الله؛ يعني: يكفي شر بعض الخلق عن بعض، ويهيئ لهم المأوى والمسكن؛ يعني: الحمد لله الذي كفانا وآوانا، فكم مِنْ خَلق الله لا يكفيهم الله شرَّ الأشرار، بل تَركَهم حتى غَلَبَ عليهم أعداؤهم، وكم مِنْ خلق لم يجعلِ الله لهم مأوى ومسكنًا، بل تركهم يتأذَّون في الصحارى في البرد والحر.
* * *
١٧١٠ - وعن عليٍّ - رضي الله عنه -: أنَّ فاطِمَةَ أتَتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَشْكُو إليهِ ما تَلْقَى في يَدِها مِن الرَّحا، وبَلَغها أنه جاءَهُ رَقيقٌ، فلم تُصادِفْه، فذكرَتْ ذلكَ لعائشةَ رضي الله عنها، فلمَّا جاءَ أخبرَتْه عائشةُ، قال: فجاءَنا وقد أَخَذْنا مَضاجِعَنا، فذهبنا نقُومُ، فقالَ:"على مَكانِكُما"، فجاءَ فقَعدَ بَيْني وبينَها، حتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِه على بَطْني، فقال:"ألا أدُلُّكُما على خَيرٍ مما سأَلتُما؟ إذا أخذْتُما مَضْجَعَكُما فسَبحا ثلاثًا وثلاثينَ، واحمَدا ثلاثًا وثلاثينَ، وكَبرا أربعًا وثلاثينَ، فهو خيرٌ لكُما مِن خادِمٍ".