قوله:"ما تلقى في يدها من الرَّحى"؛ يعني: ما ترى وتجد من مشقة إدارة الرَّحى بيدها.
قوله:"وبلغها"؛ أي: وبلغ فاطمةَ خبرُ حصول عَبيد من السَّبي عند رسول الله عليه السلام، فأتته لتسأله رقيقًا ليعينَها بالخدمة، فإنها تتأذى بتفرُّدها في خدمة أهل بيتها.
"فلم تصادفه"؛ أي: فلم تجد فاطمةُ رسولَ الله عليه السلام.
"فذكرت ذلك لعائشة"؛ يعني: فقالت فاطمة لعائشةَ: أخبري رسولَ الله عليه السلام أني جئته لأسألَه رقيقًا.
"فذهبنا نقوم"؛ أي: طَفِقْنا لنقوم من مضاجِعنا إلى خدمته.
"فقال على مكانكما"؛ أي: فقال لهما رسول الله عليه السلام: كونا واثْبُتا على مكانكما ولا تقوما.
"حتى وجدت برد قدمه على بطني"، هذا يدل على شيئين: أحدهما: أنهما كانا تحت لِحَاف واحد، والثاني: أن عليًا كان عُرْيانًا.
"ألا أدلُّكما على خير مما سألتما"؛ أي: ممَّا طلبتما من رقيق، وهذا تحريض على الصبر على مشقة الدنيا ومكارِهها من الفقر والمرض وغير ذلك.
* * *
١٧١٣ - عن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه - قال: قالَ أبو بكرٍ: يا رسولَ الله!، مُرْني بشيءٍ أَقولُه إذا أصبحتُ وإذا أَمْسيتُ، قالَ:"قلْ: اللهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطِرَ السَّماواتِ والأَرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَه، أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أَنْتَ، أَعُوذُ بكَ مِن شرِّ نَفْسِي، ومِن شَرِّ الشَّيطانِ وشِرْكه، قُلْهُ إذا أصبحتَ، وإذا أمسَيْتَ، وإذا أَخَذْتَ مَضْجَعَك".