"بك أحول وبك أصول"، (الحول): الفرق بين شيئين، والحول: التردُّد أيضًا.
و (الصول): الحملة على العدو؛ يعني: بقوتك ونصرتك إياي أفرق بين الحق والباطل، والكفر والإسلام، وأتردد وأحمل على الكفار.
* * *
١٧٥٧ - وعن أَبي مُوسَى - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا خافَ قومًا قال:"اللهمَّ إنَّا نجعلُكَ في نُحورِهم، ونَعوذُ بِك من شُرورِهم"
قوله:"اللهم إنا نجعلك في نحورهم"، (النحور): جمع نحر، وهو الصدر؛ يعني: اللهم إنا نجعلك في إزاء أعدائنا حتى تدفعهم عنا، فإنه لا حول ولا قوة لنا، بل القوة والقدرة لك.
* * *
١٧٥٨ - عن أُم سلمة رضي الله عنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ أذا خرجَ من بيتِهِ قال:"بسمِ الله، توكَّلْتُ على الله، اللهمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ نَزِلَّ أو نضَلَّ، أو نظْلِمَ، أو نُظْلَمَ، أو نَجْهلَ أو يُجْهَلَ علينا"، صحيح.
وفي روايةٍ: قالتْ أُم سلَمة رضي الله عنها: ما خرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن بيتي قَطُّ إلَّا رَفَعَ طَرفَهُ إلى السَّماء فقال:"اللهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ مِنْ أنْ أَضلَّ أو أُضَلُّ، أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ عَلَيَّ".
قوله:"أو نجهل"، (الجهل): نقيض العلم؛ يعني: أو نجهل أمور الدين، أو معرفة الله، أو حقوق الله وحقوق الناس، أو نفعل بالناس فعل الجهال من الإيذاء، وإيصالِ الضرر إليهم.