"دعوات المكروب"، (المكروب): المحزون، أراد بالدعوات: الكلمات التي يدعو بهنَّ مَنْ أصابه غمٌّ لينفرج غمُّه.
"فلا تكلني إلى نفسي"، وَكَل يَكِل: إذا فوَّض أمره إلى أحد؛ يعني: احفَظني عن الآفات والمؤذيات، واقضِ حوائجي، ولا تتركني إلى نفسي لحظة؛ فإن نفسي أشد عداوةً لي من جميع الأعداء، وإن نفسي عاجزة لا تقدِر على قضاء حاجتي.
* * *
١٧٦٥ - عن أبي سَعيد الخُدْري - رضي الله عنه - قال: قَالَ رجلٌ: همومٌ لَزِمَتنيِ وديونٌ يا رسولَ الله؟ قال:"أفلا أُعَلِّمُكَ كلامًا إذا قُلْتَه أَذْهَبَ الله هَمَّكَ، وقَضَى عَنْكَ دينَكَ؟ قال: قلتُ: بلىَ، قال: "قل إذا أَصبَحتَ وإذا أَمسَيْتَ: اللهمَّ إنَّي أعوذُ بكَ من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، وأَعوذُ بك من الجُبن والبُخْلِ، وأَعوذُ بكَ مِنْ غَلبةِ الدَّيْنِ وقَهْرِ الرِّجالِ"، قال: ففعلْتُ ذلك، فأذهَبَ الله هَمِّي، وقَضَى عني دَيْنِي.
قوله: "هموم لزمتني وديون"؛ أي: هموم وديون لزمتني.
(الهموم): جمع هم، وهو الحزن.
* * *
١٧٦٦ - وعن عليًّ - رضي الله عنه -: جاءَهُ مكاتَبٌ فقال: إنَّي قد عَجزْتُ عن كِتَابتي، فَأَعِنِّي، قال: ألا أُعَلَّمُكَ كلِماتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لو كَانَ عليكَ مثْلُ جبَلٍ كبيرٍ دَينًا أدَّاه الله عنكَ؟ قل: "اللهمَّ اكفِني بحَلالِكَ عن حَرامِك، وأَغنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سِواكَ".
قوله: "عَجَزْت عن كتابتي"، (الكتابة): المال الذي كاتب به السيد عبده؛