(الهَزْلُ): المُزاحُ والتكلُّمُ بالباطلِ؛ يعني: اغفر لي ما ليس لك فيه رضًا من أفعالي وأقوالي وضمائري مما كان جدًا أو هزلًا أو خطأً أو عمدًا.
"وكلُّ ذلك عندي"؛ أي: كلُّ هذه الأنواع تَصْدُرُ عني.
* * *
١٧٨٩ - وعن أبي هريرة قال - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:"اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيْني الذي هو عِصْمَةُ أَمْري، وأَصْلِحْ لي دُنْيايَ التي فيها مَعاشِي، وأصْلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادِي، واجعلْ الحَياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، واجعلْ الموتَ راحةً لي من كلَّ شَرًّ".
قوله:"اللهمَّ أصلِحْ لي ديني الذي هو عِصْمةُ أمري".
(العِصمَةُ): الحِفْظُ؛ يعني اللهم احفظْ ديني عن الخَطَأِ والزَّلَل والرِّياء، وعما لا يليقُ ولا تُحِبُّه، فإنه عِمادُ أمري، فإن فَسَدَ دينهُ فَسَدَ جميعُ أموره وخابَ وخَسِر.
"وأصلِحْ لي دنيايَ التي فيها مَعَاشي"؛ يعني: احفظْ من الفساد ما أحتاجُ إليه من الدنيا، وهذا سؤالُ إنباتِ الزَّرْع والأشجارِ والبركةِ فيها، ونماءِ المواشِي، ونبوعِ المياهِ من الأرض، ونزولِ المطر، واتِّباعِ الناسِ إياه، وإيقاعِ الأُلْفة والمَحَبَّةِ بينه وبين أزواجِه وأولادِه والمسلمين، ودَفْعِ أعدائِه، وغيرِ ذلك مما يَحتاجُ إليه في الدنيا.
"وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".
(المَعَادُ): مصدرٌ مِيميٌّ، أو مكانٌ مِن (عاد) إذا رَجعَ؛ يعني: ارزقني عملًا يقربني إليك حتى يكونَ عيشي طَيبًا، يعني في الآخرة.