والتَّلْبية"، وقع في هذا الحديثِ سهوٌ من النَّسَّاخين في قوله:(بالإحرام والتلبية)؛ ولفظُ هذا الحديث في "معالم السنن": "بالإهلال، أو قال بالتلبية"؛ يعني: شكَّ الراوي أن رسول الله عليه السلام قال: "أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية أو بالإهلال". ومعناهما واحد.
ولفظ "شرح السنة": "أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية أو بالإهلال".
وقال محيي السنة بعد هذا:(يريد أحدَهما)، فإذا شرحَه محيي السنة بقوله:(يريد أحدَهما) علمنا أن لفظَ المصابيح سَهْوٌ من النَّسَّاخين.
* * *
١٨٣٨ - عن سَهْل بن سَعْدٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبي إلَّا لَبَّى ما عَنْ يَمِينِهِ وشِمالِهِ مِنْ حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو مَدَرٍ حتَّى تَنْقَطِعَ الأرْضُ مِنْ ها هُنا وها هُنا".
قوله: "إلا لبَّى مَن عن يمينِه وشمالِه"، (مَنْ) ها هنا بمعنى (ما)؛ لأنه يفسِّره بقوله: "من حجرٍ أو شجرٍ أو مدَرٍ"، وكلُّ ذلك ليس بعقلاءَ، فإذا لم تكن هذه الأشياء للعقلاء تكون (مَن) بمعنى (ما)؛ لأن (مَنْ) للعقلاء، و (ما) للجمادات وللحيوانات غيرِ العقلاء.
قوله: "تنقطع الأرضُ مِن ها هنا وها هنا"؛ يعني: إلى منتهى الأرض من جانبِ الشرقِ، وإلى منتهى الأرض من جانب الغَرْب؛ يعني: يوافقُه في التلبية كلُّ رَطْبٍ ويابس في جميع الأرض.
* * *
١٨٤٠ - عن عُمارة بن خُزَيْمَة بن ثابتٍ، عن أَبيه، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّهُ كانَ إذا فرَغَ من تَلْبيتةِ سألَ الله رِضْوانَهُ والجَنَّةَ، واَستَعْفاهُ برحمتِهِ مِنَ النَّارِ.