الصَّفا والمَرْوة، يعني: إذا نزل من الصَّفَا يمشي على السكون، حتى وصل إلى بطنِ المَسِيل، ثم يسعى سعيًا شديدًا، حتى يصلَ إلى آخرِ بطنِ المَسِيل.
* * *
١٨٥٠ - وقال جَابرِ - رضي الله عنه -: إنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى الحَجَرَ فَاَسْتَلَمَهُ، ثُمَّ مَشَى على يمينِهِ، فرَمَلَ ثَلاثًا، ومشَى أَرْبَعًا.
قوله:"ثم مشى على يمينه"؛ يعني: المشيُ على يمينِ الحجرِ الأسود واجبٌ، يعني: يدورُ حولَ الكعبة بحيثُ تكونُ الكعبةُ على يساره، فلو دار على يسارِ الحجر بحيث تكون الكعبةُ على يمينه، أو توجَّهَ بوجهه إلى الكعبةِ في جميع الطَّواف لم يصحَّ طوافُه.
وعند أبي حنيفة - رضي الله عنه -: لو لم يُعِدْ ذلك الطواف حتى خرجَ من مكةَ أجزأَه ذلك الطوافُ، وعليه دم.
* * *
١٨٥٢ - وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: لَمْ أَرَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَلِمُ مِنَ البَيْتِ إلَاّ الرُّكْنَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ.
قوله:"لم أر النبي - عليه السلام - يستلمُ من البيت إلا الركنين اليمانيين"، وإنما استلم - عليه السلام - الركنين اليمانيين؛ لأنهما بقيا على بناءِ إبراهيم عليه السلام، وأراد بالركنين اليمانيين الركنين اللَّذين على جانب اليَمَن، ولم يَسْتَلِم الركنين اللَّذين على جانب الشام؛ لأنهما لم يبقيا على بناء إبراهيم عليه السلام.