١٨٥٣ - وقال ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: طافَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّةِ الوَدَاعِ على بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ.
قوله:"طاف النبي - عليه السلام - على بعير"، هذا يدلُّ على أن الطوافَ راكبًا يجوزُ، ولكنَّ طوافَ الراجلِ أفضلُ، وإنما طافَ رسول الله - عليه السلام - راكبًا ليراه الناسُ، ليسألوه ما يحتاجون إليه من المسائل.
قوله:"يستلم الرُّكْنَ"؛ أي: الحجر الأسود.
"بمِحْجَن"؛ أي: بعصًا معوجِّ الرأس مثل الصَّوْلَجان.
* * *
١٨٥٦ - وقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا نَذْكُرُ إلَاّ الحَجَّ، فلمَّا كُنَّا بِسَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأَنا أَبْكِي، فقالَ:"لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟ "، قلتُ: نعم، قال:"فإنَّ ذلكَ شيءٌ كَتَبَهُ الله على بناتِ آدَمَ، فاَفْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غَيْرَ أنْ لا تَطُوفِي بالبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي".
قول عائشة:"لا نذكر إلا الحج"، لا ننوي ولا نُحْرِمُ إلا بالحجِّ.
قولها:"بسَرِف"؛ سَرِف - بفتح السين المهملة وكسر الراء المهملة -: اسم موضع بينه وبين مكة عشرةُ أميال.
"طَمِثْتُ"؛ أي: حِضْتُ.
وقوله:"نَفِسْتِ"، بفتح النون وكسر الفاء، نَفِسَ على بناء المعروف: إذا حاض، ونُفِسَ على بناء المجهول: إذا وَلَدتْ.
"فافعلي ما يفعلُ الحاجُّ، غيرَ أن لا تطوفي بالبيت حتى تَطْهُري"؛ يعني: يجوز للحائض جميعُ أفعال الحاجِّ غيرَ الطوافِ؛ لأن الطوافَ لا يجوز بغير الوضوء، فكيف يجوز للحائض؟