فبعض أهل السنة لا يقول في معنى هذا وأشباهه، وبعضُهم يقول: معناه: دنوُّ رحمتِه، أو نزولُ خِطَابه مع الملائكة.
"يباهي بهم الملائكةَ"، الضمير في (بهم) يعود إلى الحُجَّاج، و (المباهاةُ): المفاخرةُ، ومعنى هذا الكلام: أنه تعالى يُعِزُّهم، ويظهرُ فضلَهم وشرفَهم بينَ الملائكة، "فيقول: ما أرادَ هؤلاءِ؟ "؛ أي: فيقولُ الله: أيَّ شيء يريدُ هؤلاءِ الحُجَّاج، فإنْ أرادوا رحمتي ومغفرتي فقد غفرتُ لهم ورحِمْتُهم.
هذا الحديث مطلَقٌ، وقد جاء كما قُلْنا في حديثٍ آخرَ.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١٨٧٣ - عن عَمْرو بن عبد الله بن صفْوان، عن خالٍ له يُقال له: يَزِيْد بن شَيْبَان أنَّه قال: كُنَّا في مَوْقِفٍ لنا بعَرَفَةَ يُباعِدُهُ عَمْروٌ مِنْ مَوْقِفِ الإِمامِ جِدًا، فأَتَانَا ابن مِربَع الأنصَارِيُّ، فقال: إنِّي رسُولُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُمْ، يقولُ لَكُمْ:"قفوا على مَشاعِرِكُمْ، فإنَّكُمْ على إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أَبيكُمْ إبراهيمَ عليه السلام".
قوله:"يباعدُه عمرٌو عن موقف الإمام جِدًا"، الضميرُ في (يباعده) يعودُ إلى الموقِف الذي وقفَ فيه يزيدُ بن شيبان.
يعني: قال عمرُو بن عبد الله: سمعتُ خالي يزيدَ بن الشيبان أنه قال: كنا وقفْنا في موضعٍ بعرفةَ، قال عمرو: وكان بين ذلك الموقفِ وبينَ موقفِ إمام الحُجَّاج مسافةٌ بعيدة، فجاء ابن مِرْبَع، واسمه يزيد، ولم يعرف أنه روى عني هذا الحديث.
"فقال: إني رسولُ رسولِ الله"؛ يعني: أرسلني رسول الله - عليه السلام -