إليكم، ويقول: قِفُوا في أيِّ موضعٍ شئتم من عرفة، سواءٌ كان من أرضِ الحَرَم أو غيره، بشرطِ أن يكونَ من أرض عرفة.
"المشاعر": جمع مَشْعَر، وهو المَعْلَم أو غيره؛ أي: موضعُ العبادة.
"فإنكم على إرثٍ"، أي: بقية "من إرثِ أبيكم إبراهيمَ"؛ أي: من بقية أفعالِ إبراهيم، يعني: وقوفُ عرفة، وبنيانُ أرضها وحدودها مما بناه إبراهيم - عليه السلام - للحجاج.
* * *
١٨٧٤ - وعن جابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وكُلُّ المُزْدَلِفَة مَوْقِفٌ، وكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ".
قوله:"كلُّ مُزْدَلِفةَ موقِفٌ"، (المُزْدَلِفةُ): أصلُها: مزتلفة، وأبدلت التاء دالًا، ومعناه: موضع اجتماع الناس، والمبيتُ بمُزدلِفة ليلةَ العيدِ سُنَّةٌ في قولِ، وفي قولٍ: هو واجب، فمن ذهبَ من مُزْدَلِفةَ نصفَ الليل؛ لَزِمَه دمٌ في القول الذي يقولُ بالواجب
وإنْ ذهبَ بعدَ نصفِ الليل؛ فلا شيءَ عليه.
وقال أبو حنيفة: لو ذهبَ قبلَ الصبح؛ لَزِمَه دمٌ.
وقوله:"كل مزدلفةَ موقفٌ"؛ معناه: في أيِّ موضعِ من مواضعِ مزدلفةَ بات الرجلُ يجوزُ.
قوله:"وكل فِجَاجِ مكَة طريقٌ ومَنْحَر"؛ يعني: من أيِّ طرقِ مكةَ يدخلُ الرجل مكةَ جاز، وفي أيِّ موضعِ ينحرُ الهَدْيَ من حوالي مكة في الطريق وغيرها جاز؛ لأنها من أرض الحَرَم.