١٨٧٥ - عن خالد بن هَوْذَة قال: رَأَيْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ يومَ عَرَفَةَ على بَعِيرٍ قائمًا في الرِّكابَيْنِ.
قوله:"قائمٌ في الرِّكَابين"، تقديره: هو قائمٌ في الرِّكابين، قائمٌ خبر مبتدأٍ محذوف، ومعنى هذا الكلام: أنه - عليه السلام - رفَع مَقْعَده من ظهر البعيرِ، وقامَ على الرِّكابين؛ ليراه الناسُ، ويسمعُوا كلامَه من البُعْد.
و (الرِّكابُ): الحَلْقة التي يُدخِلُ الفارسُ رجلَه فيها.
روى هذا الحديث: خالد بن هَوْذَة.
* * *
١٨٧٦ - عن عَمْرو بن شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وخَيْرُ ما قُلْتُ أَنَا والنَّبيُّونَ من قَبْلِي: لا إلهَ إلَاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".
قوله:"خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عَرَفَة، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إلا إله إلا الله وحده ... " إلى آخره.
هذا الحديث يشير إلى أن قول:(لا إله إلا الله) من الدعاء، وهو ثناءٌ، فكيف يكون دعاءً؟.
جواب هذا الإشكال: أن من ذكرَ الله فقد دعا الله بأي لفظٍ ذكرَه، ولأنَّ مَنْ ذكرَ الله يعطيه الله حاجتَه، وإن لم يطلبْ منه قضاءَ حاجته باللَّفظ؛ لقوله - عليه السلام - حكايةً عن الله: أنه قال: "من شَغَلَه ذكري عن مسألتي أعطيتُه أفضلَ ما أُعْطِي السائلين"، فإذا كان الذكرُ سببَ قضاء الحوائج وتحصيلِ الثواب، فهو كالدعاء.