والإشعارُ والتقليدُ سُنَّتان في الإبل والبقر، و (الإشعارُ): أن يضربَ بحديدةٍ على جانِبِ اليمنى من سَنام الإبل والبقر، حتى يسيلَ الدمُ.
و (التقليدُ): أن يعلِّقَ بعنقها نَعْلَين، وفي الغنم: يُسَنُّ التقليدُ دون الإشعار؛ لأن الغنمَ ضعيفةٌ، لكن تقليدَ الغنمِ بشيءٍ خفيفٍ كخرق الأيدي والأرجل من قِرْبةٍ يابسة.
وعند أبي حنيفة: الإشعارُ بِدْعَة، والغرضُ من الإشعار والتقليدِ إظهارُ كونِ الإبل والبقرِ والغنمِ أنها هَدْيٌّ كي لا يَقْصِدَها أحدٌ بالغَصْب والسرقة.
١٩٠٢ - وعنه قال: نَحَرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نِسائِهِ بَقَرَةً في حَجَّتِهِ.
قول جابر:"ذبحَ رسول الله - عليه السلام - عن عائشةَ بقرةً"؛ أي: لأجل عائشةَ ذبحَ بقرةً، وفَرَّقَ لحمَها على الفقراء.
* * *
١٩٠٣ - وقالت عائشة رضي الله عنها: فَتَلْتُ قَلائِدَ بُدْنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَها وأَشْعَرَها وأَهْداها، فما حَرُمَ عليه شيءٌ كَانَ أُحِلَّ له.
قولها:"فَتَلْتُ قلائدَ بُدْنِ النبيِّ - عليه السلام - بيديَّ، ثم قلَّدَها وأشعرَها وأهداها، فما حَرُمَ عليه شيءٌ كان أُحِلَّ له".
"القلائد": جمع قِلَادة، وهي ما يعلَّقُ بالعُنُق، والمرادُ به ها هنا: ما ذَكَرْنا في الإشعارِ والتقليد.