حين علموا كثرة فضله وثوابه، وحينئذ لا يترك الناس هذا الفعل، بل أخرجوكم من هذا العمل، وفعلوا هذا الفعل بأنفسهم.
* * *
١٩٣٤ - وقال أَنَسٌ - رضي الله عنه -: إنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشاءَ، ثُمَّ رَقَدَ رَقْدَةً بالمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَكِبَ إلى البَيْتِ، فطافَ به.
قول أنس:"إن النبي - عليه السلام - صلَّى الظهرَ والمغربَ والعِشاءَ ثم رَقَدَ رَقْدَةً بالمُحَصَّبِ، ثم ركب إلى البيتِ فطافَ به"، (رقد)؛ أي: نام، (المُحَصَّب) بتشديد الصاد وفتحها: موضع التَّحْصِيب، وهو الرمي، والمراد بـ (المُحَصَّب) ها هنا: موضع قريب إلى الأبطح، و (الأبطح): موضع قريب إلى مكة.
يعني: صلى رسول الله - عليه السلام - الظهر إلى العشاء في اليوم الآخر من أيام التشريق، ونام ساعة من الليلة التي بعد أيام التشريق، ثم ركب ومشى إلى مكة، فطاف طواف الوداع.
فعند ابن عمر - رضي الله عنهما -: نزول المُحَصَّب في هذه الليلة سُنَّةٌ.
وعند ابن عباس وعائشة - رضي الله عنهم -: ليس من السُّنة؛ أي: ليس من العبادات؛ لأن رسول الله - عليه السلام - نزل في هذا الموضع؛ لأنه أيسر من خروجه إلى مكة، لا لأن النزول في هذا الموضع عبادة.
* * *
١٩٣٥ - وسُئِلَ أنَسٌ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ يَوْمَ التَرْوِيَةِ؟، قال: بمِنًى، قيل: فأَيْنَ صَلَّى العَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟، قال: بِالأَبْطَحِ، ثُمَّ قال: افْعَلْ كما يَفْعَلُ أُمَراؤُك.