واسم أبي سعيد: سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الله بن ثعلبة الخُدْريُّ الأنصاري.
* * *
١٨ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله تعالى: كذَّبني ابن آدمَ، ولم يكنْ له ذلك، وشَتمني، ولمْ يكنْ له ذلك، فأمَّا تكذيبُهُ إيَّايَ فقوله: لن يُعبدَني كما بدأَني، وليسَ أولُ الخلق بأهونَ عليَّ من إعادتهِ، وأما شَتْمُهُ إيايَ فقوله: اتَّخذَ الله ولدًا، وأنا الأَحدُ الصَّمدُ، لم ألِدْ ولم أُولَد، ولم يَكُنْ لي كُفُوًا أحدٌ".
وفي رواية:"فسُبحاني أن أتَّخذَ صاحبةً أو ولدًا"، رواه ابن عباس - رضي الله عنهما -.
قوله:"كذبني ابن آدم ... " إلخ؛ أي: خالفَ في القول والاعتقاد ما قلت وأرسلتُ به رسلي من الأخبار بإحياء الخلق بعد الموت للحساب والجزاء.
"ولم يكن له ذلك"؛ أي: ولم يكن ذلك التكذيب حقًا وصدقًا وصوابًا له، بل كان خطأً وعصيانًا منه؛ لأن الله تعالى أنعم أنواع الأنعام والفضل على العباد، فتكذيبُ العباد ربهَّم وخالقهم ووليَّ نعمِهم وحافظَهم من الآفات يكون على غاية القبح، بل لو خالف عبدٌ سيدَه من المخلوقات أو خادمٌ مخدومَه يكون ذلك قبيحًا على غاية القبح عند الناس، فكيف لا تكون مخالفةُ العبد الرب قبيحًا.
"الشتم" رمي أحدٍ أحدًا بكلام قبيح.
قوله:"لن يعيدني"؛ يعني: مَن قال: لن يُحييني بعد موتي كما خلقني.
وقوله:"وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته"، (الخلق) ها هنا بمعنى المخلوق، والتقدير: ليس أولُ خَلْقِ الخلق؛ أي: خَلْقِ المخلوق، وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مُقامه، فالخلق الأول المحذوفُ مصدرٌ، والثاني