قوله:"لم ألد" أصله: أَوْلِد؛ من وَلَد يَلِد، فحُذفت الواو؛ يعني: لم ألد ولدًا قط لأني منزَّهٌ ومقدَّسٌ عن الاحتياج إلى الزوج والولد.
"ولم أولد" الهمزة لنفس المتكلَّم، وهو مضارعٌ مجهولٌ؛ يعني: ليس لي أبٌ ولا أم؛ لأنه لو كان لي أبٌ وأمٌّ لكنت خَلْقًا مثلكم، وإذا كنت خلقًا مثلكم لم يكن لي قدرةٌ على الخلق، والإيجادِ والإفناء، وإيصالِ الرزق إلى كلِّ مرزوق، والعلمِ بالسرِّ والعلانية، وغيرِ ذلك من صفاتي.
"الكفؤ": الشَّبْه والمِثْل، والتقدير: ولم يكن أحدٌ كفوًا لي؛ أي: ليس لي شبهٌ ومثلٌ، فقال تعالى حجة عليهم:{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} الآية [الأنعام: ١٠١]. "وفي رواية ... " إلى آخره، يعني: روَىَ هذا الحديثَ بعض الرواة وقال بعد قوله: (فقوله: اتخذ الله ولدًا): "فسبحاني أن أتخذ صاحبةً أو ولدًا"، (فسبحاني)؛ أي: تنزيهًا وتطهيرًا وتعظيمًا لي عن صفات المخلوقات، ولفظة (سبحان الله) اسمٌ أقيم مقام المصدر، ويكون أبدًا منصوبًا، وهو مضاف، تقول: سبحان الله، وسبحانك يا الله، وسبحانه وتعالى، وما أشبه ذلك، وتقدير (سبحان الله): نسبح الله تسبيحًا، ثم حُذف الفعل والمصدر وأُقيم (سبحان) مقام المصدر وأضيف إلى الله تعالى، فقالوا: سبحان الله، وكذلك التقدير في: سبحانك، وسبحانهُ وتعالى.
والتقدير في (سبحاني): أنزَّه وأُبْعِدُ نفسي عن صفات المخلوقات، ومعنى التنزيه: الإبعاد والتطهير.
(الصاحبة): الزوجة.
فإن قيل: هذه الأحاديثُ وغيرها مما حكاه النبي عليه السلام عن الله تعالى ينبغي أن يكون كلامَ الله، وإذا كان كلام الله فأيُّ فرق بينه وبين القرآن؟.