نازَعَني واحدًا منهما أدخلتُهُ النَّار"، رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -.
قوله: "الكبرياء ردائي"، (الكبرياء): غاية العظمة والترفُّع عن أن ينقاد أحدًا أو يحتاج إلى أحد أو إلى شيء بوجهٍ من الوجوه، وهذه الصفات لا تكون إلا لله تعالى.
(الرداء والإزار) متشابهان، إلا أن الرداء ما يلبس به الرجل رأسه وكتفه وأسفل من ذلك، والإزار: ما يلبس به الرجل من وسطه إلى قدميه.
و (الكبرياء والعظمة) صفتان لله تعالى لا يجوز أن يُوصف مخلوقٌ بواحدٍ منهما، بخلاف الرحيم والكريم، فإنه يقال: فلانٌ كريم ورحيم، وقد قال رسول الله عليه السلام: "الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام".
ومعنى هذا الحديث أن الكبرياء والعظمة لا يستحقُهما غيري، بل هما صفتان مختصتان بي لا يشاركُني فيهما غيري كما لا يشارك أحدٌ الرجلَ في ردائه وإزاره اللَّذَين هما لباسان له.
قوله: "فمن نازعني واحدًا منهما أدخلته النار"، (نازع): إذا جذب أحدٌ شيئًا من واحد وجذب ذلك الواحدُ من صاحبه ذلك الشيء، ويقول كل واحد منهما: هذا ملكي وحقِّي.
يعني: قال الله تعالى: الكبرياء والعظمة حقي، ولا يستحق واحدًا منهما غيري، فمَن ادَّعى الكبرياء أو العظمة فقد خاصمني، ومن خاصمني صار كافرًا، ومن صار كافرًا، أدخلْته النار.