السلام كان جالسًا على صدر ظهر ذلك الحمار ومعاذ خلفه.
والخامس: بيان منزلة معاذ وعزَّته عند النبي عليه السلام.
وفي بعض الروايات بعد قوله:(على حمار): وليس بيني وبينه إلا مُؤْخرةُ الرحل، وكذلك في بعض نسخ "المصابيح".
"المؤخرة": بسكون الهمزة بعد الميم: آخر الرحل، وهي الخشباتُ التي تكون على آخر الرحل ليستند ويتكأ عليها الراكب.
"الحق": نقيض الباطل، و (الحق): الموافقة، و (الحق): النصيب والملك، يقال: هذا الفرس حقي؛ أي: مِلكي، و (الحقُّ)، الواجب، يقال: في ذمتي حقُّ الله تعالى؛ أي: في ذمتي لازمُ فريضة الله تعالى، و (الحق): الجدير واللائق، والحقيق مثلُه.
والمراد ها هنا بقوله:"ما حق الله تعالى على عباده"؛ أي: ما يجب لله على عباده؟ و (ما) استفهامية.
وقوله:"وما حق العباد على الله"؛ أي: أيُّ شيء حقيقٌ وجديرٌ ولائقٌ أن يفعل الله تعالى بعباده إذا أطاعوه ولم يشركوا به شيئًا؟
قوله:"فإن حق الله تعالى على العباد أن يعبدوه ... " إلى آخره، يعني: الواجبُ لله تعالى على عباده أن يعبدوه وحده من غير أن يعبدوا غيره، ومن غير أن تكون عبادتهم للرياء؛ لأن الله تعالى هو الخالق الرزاق النافع الدافع عن عباده الآفاتِ والمؤذياتِ، ليلًا ونهارًا، سرًا وعلانيةً، وهو يشفيهم إذا مرضوا، ويسقيهم إذا عطشوا، ويُطعمهم إذا جاعوا، ويكسوهم إذا صاروا عُراةً، وله تعالى عليهم أنواعُ النعم الجسيمةِ والألطافِ العميمة، فإذا كان كذلك وجب عليهم أن يوحِّدوه ويُخْلِصوا له الطاعةَ، هذا حقُ الله تعالى على عباده.
وأما حق العباد على الله: فاعلم أن أهل السنة اتفقوا على أنه لا يجب