للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ الصِّحَاحِ:

٢٢٢١ - عن ابن عمرَ - رضي الله عنهما -: أنَّ عمرَ - رضي الله عنه - أصابَ أرضًا بخيبرَ، فأَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله! إني أصبتُ أرضًا بخيبرَ، لم أُصِبْ مالًا قطُّ أَنْفَسَ عندي منه، فما تَأْمُرُ به؟ قال: "إنْ شئتَ حَبَّسْتَ أصلَها وتصدَّقتَ بها"، فتصدَّقَ بها عمرُ: أنَّه لا يباعُ أصلُها ولا يوهَبُ ولا يورَثُ، وتصدَّقَ بها في الفقراءِ، وفي القُربى، وفي الرِّقابِ، وفي سبيل الله، وابن السَّبيلِ، والضَّيْفِ، لا جُناحَ على مَنْ وَليَها أنْ يأكلَ منها بالمعروفِ، ويُطعِمَ غيرَ مُتمَوِّلٍ. وقال ابن سيرينَ: غيرَ مُتأَثَّلٍ مالًا.

"أصاب أرضًا بخيبر"؛ يعني: حصل له من أرض خيبر نصيبٌ بالغنيمة. كانت خيبر للكفار، فأخذها المسلمون، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الغانمين.

قوله: "أنفَس" بفتح الفاء؛ أي: أعزَّ وأفضل.

قوله: "فما تأمرني به"؛ يعني: أريد أن أجعله لله، فبأيَّ طريق أجعلُه لله؟

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت حبَّست أصلها"، (التحبيس والتسبيل): جَعْلُ الشيء وَقْفًا.

قوله: "وتصدقت"؛ أي: تجعله وقفًا لا يباع أصلها، وتتصدَّق بما حصل منها من الثمار والحبوب.

"القربى" تأنيث أقرب، وهو أفعل التفضيل، يحتمل أن يريد بـ (القربى): أقرباء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو أقرباء نفسه.

"وفي الرقاب" وهي جمع رقبة، يحتمل أن يريد بالرقاب: المكاتَبين، وهم الذين اشتروا أنفسهم إلى أجلٍ ليكسبوا ويؤدُّوا قيمتهم؛ يعني: شَرَطَ عمر أن تؤدَّى ديون المكاتَبين من غلة هذا الوقف، ويحتمل أن يريد بقوله: {وَفِي الرِّقَابِ}: أن يُشترى بغلة هذا الوقف عبيدٌ ويعتقوا.

"في سبيل الله" أراد به: الغزاة؛ يعني: يُدفع من غلة هذا الوقف السلاح

<<  <  ج: ص:  >  >>