للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رَوى هذا الحديثَ مَعقِلُ بن يَسَار.

* * *

٢٢٩٧ - عن عبدِ الرَّحمنِ بن عُوَيْمٍ: أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالأبكارِ، فإنَّهنَّ أعذَبُ أَفواهًا، وأَنْتَقُ أَرحامًا، وأَرضَى باليسيرِ"، مرسلٌ.

"عليكم بالأبكار؛ فإنهن أعذبُ أفواهًا، وأَنتَقُ أرحامًا، وأرضى باليسير"، (عليكم): هذه كلمة الإغراء والتحريض، يُحرِّض النبي - صلى الله عليه وسلم - الأُمَّة بتزوُّجِ الأبكار؛ لأنهنَّ أعذبُ أفواهًا من الثيبات، ومعنى الأعذب: الأطيب، والأفواه: جمع فُوه وهو الفم، ولكن الفُوه غيرُ مُستعمَل في المفرد، بل المُستعمَلُ في المفرد: الفم، وفي الجمع: الأفواه، ومعنى الكلام يحتمل أمرَين:

أحدهما: أن يكونَ كنايةً عن طِيب قُبْلة البكْر؛ فإنه لا شكَّ أنَّ البكْرَ أكثرُ شبابًا ومَلاحةً من الثيب.

والثاني: أن يكونَ كنايةً عن طيب الكلام وعدم السَّلاطة والتفحُّش في الكلام؛ فإنَّ الغالبَ أن يكونَ استحياءُ البكْر أكثرَ من الثيب، وإذا كان استحياؤها أكثرَ، [فإنها] تستحيي من التكلم بالفحش ومن السَّلاطة.

قوله: (وأنتق أرحامًا)، (أنتق): أفعل التفضيل، من (نتَقَتِ) المرأةُ: إذا كثرت أولادها؛ يعني: أرحامُهنَّ أكثرُ قَبولًا للنُطفة والحمل: إمَّا لقوَّةِ حرارة أرحامهنَّ، أو لشدةِ شهوتهنَّ وميلهنَّ إلى الأزواج وشدةِ ميل الأزواج إليهنَّ، وهذه الأشياءُ سببُ الحمل، ولكنَّ الأسبابَ ليست مُؤثِّرةً إلا بأمر الله تعالى؛ فإنَّا نرَى بعضَ الأبكار لا تَلدُ أصلًا، ونَرى بعضَ الثيبات تَلدُ كثيرًا.

(وأرضى باليسير)؛ يعني: يكون رضاها بقلة الطعام والكسوة والتنعم أكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>