٢٤١٨ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لولا بنو إسرائيلَ لم يَخْنَزِ اللَّحمُ، ولولا حوَّاءُ لم تَخُنْ أُنثى زَوجَها الدَّهرَ".
قوله:"لولا بنو إسرائيلَ لم يَخنَزِ اللحمُ، ولولا حوَّاءُ لم تَخنْ أنثى زوجَها الدهرَ"، (خَنِزَ اللحمُ): إذا أنتنَ.
رَوى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
٢٤١٩ - وقال:"لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأتَه جَلْدَ العبدِ ثم يجامعُها في آخرِ اليومِ".
وفي روايةٍ:"يَعمِدُ أحدُكم فيجلدُ امرأتَه جَلْدَ العبدِ فلعلَّه يضاجعُها في آخر يومِهِ"، ثم وَعَظَهم في ضَحِكِهِم للضَّرطَةِ فقال:"لِمَ يضحَكُ أحدُكم مما يفعلُ؟ ".
قوله:"لا يَجلدْ"؛ أي: لا يَضربْ.
"جلدَ العبد"؛ أي: كما يُجلَد العبدُ.
"ثم يُجامعها في آخر اليوم": اعلمْ أنَّ ضربَ العبيد والإماء جائزٌ للتأديب إذا لم يتأدَّبوا بالكلام الغليظ، وإذا لم يَتأدَّبوا إلا بالضرب؛ فَلْيكنِ الضربُ لتركِهم فرضًا من فرائض الله أو خدمةِ السيد إذا كانت تلك الخدمةُ جائزةً في الشرع، والعفوُ عنهم أَولى.
فإذا عرفتَ هذا فاعرفْ أنَّ قولَه:(لا يَجلدْ أحدُكم امرأتَه جلدَ العبد) هذا كان قبلَ أمرِه - صلى الله عليه وسلم - بضربهنَّ، ثم أَمرَ بضربهنَّ، كما يأتي في هذا الباب.
قوله:"ثم وعظَهم في ضحكهم للضَّرْطة"؛ يعني: وعظَ الناسَ وخوَّفَهم، ونهاهم عن الضحك حين سمعوا ضَرطةً، وقال:"لِمَ يَضحكُ أحدُكم مما يَفعل؟! "