للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الفرح إلى أحدٍ والإنعامُ عليه.

يعني قال الله تعالى: أعددت وهيَّأْت لعبادي الصالحين في الجنة من الحُور والقصور والغلمان وأنواع الثمار والأطعمة ما لم يعلم قَدْرَه أحدٌ ولا يَقْدِرُ على وصفه لسان.

وقوله: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يعني: جعلتُ هذه الأشياء إليهم للجزاء بما كانوا يعملون في الدنيا من الأعمال الصالحة.

قوله: "وذروة سنامه"، (الذروة) بكسر الذال وضمها: أعلى الشيء، وذروة الجبل: أعلاه.

(السنام) بفتح السين: ما ارتفع من ظهر الجمل والبعير، وهو من سَنِم - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - سَنَمًا: إذا ارتفع الشيء.

والمراد بـ (الإسلام) في قوله: "رأس الأمر الإسلام": كلمتا الشهادة، وأراد بـ (الأمر) ها هنا؛ أمر الدين؛ يعني ما لم يُقرَّ العبد بكلمتي الشهادة لم يكن له من الدين شيءٌ أصلًا، وإذا أقرَّ بكلمتي الشهادة حصل له أصلُ الدين، إلا أنه ليس له قوةٌ وكمال، كالبيت الذي ليس له عمود، فإذا صلَّى وداوم على الصلاة قَوِيَ دينُه، ولكن لم تكن له رفعةٌ وكمال، فإذا جاهد حصل لدينه الرفعة.

فإن قيل: لمَ لمْ يذكر الزكاة والصوم والحج مع أن النبي عليه السلام حدَّث بهذا الحديث؟.

قلنا: له جوابان:

أحدهما: أنه عليه السلام ذكر الأركان الخمسة في أول هذا الحديث، وأعاد ها هنا ذكرَ ما هو الأقوى منها وهي الشهادةُ والصلاةُ تعظيمًا لشأنهما؛ لأنهما مكرَّران في كل يومٍ وليلة مرارًا كثيرة، بخلاف الزكاة والصوم فإنهما واجبان في كلِّ سنةٍ مرةً واحدة، وبخلاف الحج فإنه واجبٌ في جميع عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>