قوله:"إن ابن وَليدةِ زَمْعَة مني"، (وليدة زَمْعَة)؛ أي: جارية زَمْعَة، و (زَمْعَة): أبو سَودةَ زوجةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ يعني: كان عُتبةُ وطِئ هذه الجاريةَ، وولدَتْ ابنًا، فظنَّ عُتبةُ أنَّ نسَبَ ولد الزِّنا ثابتٌ للزاني، فأوصى عُتبةُ بأخيه سعد، وأمرَه أن يقبضَ ذلك الابن إلى نفسه.
قول عبدِ بن زَمْعَة:"إنه أخي"؛ يعني: قال ابن زَمْعَة، واسمه: عَبْدان: الابن الذي ولدَتْه وليدةُ أبي هو أخي، لأنَّ أبي كان يُجامعُها.
قوله:"فتَساوَقا"؛ أي: أتَيَا معًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:"عهد إليَّ"؛ أي: أوصاني وأمرَني.
قوله:"الولدُ للفِراشِ"؛ يعني: الولدُ يتبعُ الأمَّ إذا كان الوطء زنا، هذا هو المراد هنا، وإذا كان أبُ الولد وأمُّه رقيقَين، أو أحدُهما رقيقًا فالولدُ يتبعُ الأمَّ أيضًا.
قوله:"وللعاهِرِ الحَجَرُ"، (العاهِر): الزاني؛ يعني: يُرجَم الزاني إن كان مُحصَنًا، ويُجلَد إن كان غيرَ مُحصَن، ويُحتمَل أن يكونَ معناه: وللزاني الحِرمانُ من الميراث والنَّسَب، والحَجَرُ على هذا التأويل عبارةٌ عن الحِرمان، كما يُقال للمحروم: في يدِه الترابُ والحَجَرُ.
قوله - صلى الله عليه وسلم - لسَودةَ:"احتَجِبي"؛ يعني: ظاهرُ الشرع أنَّ هذا الابن أخوك يا سَودةُ، ولكنَّ التقوى أن تحتجبي منه؛ لأنه يُشبه عُتبةَ.
* * *
٢٤٧٤ - وقالت عائِشَةُ رضي الله عنها: دخلَ عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ وهو مسرورٌ فقالَ: "أَيْ عائشةُ! ألم تَرَيْ أنَّ مُجزِّرًا المُدْلِجيَّ دخلَ فرأى أسامةَ وزيدًا وعليهما قَطيفةٌ، قد غَطَّيا رُؤوسَهما وبدَتْ أقدامُهما، فقال، إنَّ هذه