للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٤٩ - عن ابن عمرَ - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا إن الله تعالى ينهاكمُ أن تحلِفُوا بآبائِكم، مَنْ كانَ حالِفًا فليحلِفْ بالله أو ليَصمُتْ".

قوله: "ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم"، (ألا): كلمة تنبيه؛ أي: اعلَموا؛ يعني: اليمينُ بغير اسم الله سبحانه وصفاته منهيَّة؛ وإنما نُهيتْ لأنَّ الغرضَ من اليمين أن يُذكَرَ اسمُ الله تعالى أو صفاتُه؛ لتُؤثِّرَ عظمةُ الله في نفسه، حتى لا يأخذَ ما لا حقَّ له فيه، ويُؤدِّيَ ما عليه من الحقِّ؛ لأنه لا يُؤثِّر غيرُ اسم الله وصفاته في نفس الحالف، فلهذا ما جوَّز الشرعُ أن يُحلَف بغير ذاته وصفاته تعالى.

وأمَّا ما ورد بخلاف ذلك مثل ما قاله - صلى الله عليه وسلم - في جواب الأعرابي: لا أزيدُ على هذا ولا أنقص: "أفلحَ - وأبيه - إن صدقَ"، وفي موضع آخر: "ذلك وأبي"؛ فقد تكلَّم بهما على عادة كلام العرب، لا على قصد القَسَم تعظيمًا.

* * *

٢٥٥٠ - وقال: "لا تَحلِفُوا بالطَّواغي ولا بآبائِكم".

قوله: "لا تحلفوا بالطَّواغي"، (الطَّواغي): جمع طاغية، وهي مصدر كـ (العاقبة)، و (الخاطئة)، ومعناها: الطُّغيان، والطَّواغي ها هنا: بمعنى الأوثان، وقد ورد: طاغية فلان، وطاغية فلان، يريد بها: الصَّنم، سُميت الأوثانُ طَواغيَ؛ لأنها سببُ الطغيان.

وقيل: هذا خطاب لقومٍ قربَ عهدهم بالإسلام كانوا يحلفون بالطَّواغي؛ لكونهم معتادين بذلك في الجاهلية، فقد نُهُوا عن هذا الحَلف.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>