قوله:"يقولون من خَيْرِ قَوْلِ البريَّة" يريد به نفسه - صلى الله عليه وسلم - أراد بـ (خير قول البرية): القرآن، و (البرية): الخلق، و (البرايا) جمع.
قوله:"لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم"، (الحناجر): جمع حنجرة، وهي الحلقوم؛ يعني: لا يكون إيمانهم عند الله تعالى مقبولاً مرضيًّا.
قوله:"يمرقُون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِية"، يقال:(مَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة مروقًا)؛ أي: خَرَجَ من الجانب الآخر.
قال في "شرح السنة"؛ أي: يخرجون من الدين؛ أي: من طاعة الأئمة، و (الدين): الطاعة، وهذا نعت الخوارج الذين لا يدينون للأئمة، ويستعرضون الناس بالسيف.
"الرَّمِيَّة": الصيد الذي تقصده فترميه، فـ (الرَّمية) فعيلة بمعنى مفعولة.
قوله:"فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة": قال في "شرح السنة": إن قيل: كيف منع عمر - رضي الله عنه - عن قتلهم مع قوله:(فأينما لقيتموهم فاقتلوهم)؟.
قيل: إنما أباح قتلهم إذا كثروا وامتنعوا بالسلاح واستعرضوا الناس، ولم تكن هذه المعاني موجودة حين منع من قتلهم، وأول ما نَجَمَ - أي: ظهر - من ذلك في زمان علي - رضي الله عنه -، فقاتلهم حتى قتل كثيرًا منهم.
وكان ابن عمر يرى الخوارج شرار خلق الله وقال: إنهم انطلقوا إلى آياتٍ نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين.
(يرى)؛ أي: يعتقد.
وقال أيوب السختياني: إن الخوارج اختلفوا في الإسلام، واجتمعوا على السيف. معنى قول السختياني - والله أعلم -: أنهم اختلفوا في ماهية الإسلام وحقيقته، ثم رجع اختلافهم إلى أنهم يجب قتل مَنْ يخالفهم في الاعتقاد، فاتفقوا