قوله:"أربع من كن فيه"؛ أي: أربعُ خصالٍ مَن اجتمعت هذه الخصال فيه "كان منافقًا خالصًا"؛ يعني: مَن كان فيه هذه الخصال عن اعتقادِ استحلالها فهو منافقٌ كالمنافق الذي يُظهر الإسلام ويخفي الكفر في قلبه، ومَن كانت هذه الخصال أو بعضُها لا عن اعتقادِ استحلالها بل يعتقد تحريمها، فلا يكون منافقًا كالمنافق الذي يخفي الكفر، بل يكون مسلمًا مذنبًا، ولكنه يشبَّه بالمنافقين في الأفعال، وإنما احتجنا إلى هذا التأويل لأنَّا علمنا من أصول الدين أن المؤمن لا يصير كافرًا بفعل الذنوبُ وبالمُداومة على فعل الذنوب إذا اعتقد تحريمها، وإن اجتمعت فيه جميع الذنوب، وإن دام على الذنوب في جميع عمره.
"حتى يدعها": أي: حتى يتركها، وَدَعَ يَدَعُ وَدْعًا: إذا ترك.
قوله:"وإذا عاهد غدر"؛ أي: إذا جرى بينه وبين أحد عهدٌ وأمانٌ وميثاقٌ نقَضَ ذلك العهد.
غدر - بفتح العين في الماضي، وكسرها في الغابر - غدرًا: إذا ترك الوفاء بالعهد.
قوله:"وإذا خاصم فجر"؛ أي: إذا كان بينه وبين أحدٍ مخاصمةٌ وعداوةٌ يشتمه ويقذفه بالكلام القبيح.
وفجر - بفتح العين في الماضي وضمَّها في الغابر - فجورًا: إذا فسق وكذب، وأصل الفجور: الميل من الحق إلى الباطل، والفاجر: المائل.
* * *
٤٠ - وقال:"مَثَلُ المنافِقِ كمثَلِ الشَّاةِ العائرةِ بينَ الغَنميْنِ، تَعِيرُ إلى هذه مرَّةً، وإلى هذه مرَّةً"، رواه ابن عمر - رضي الله عنهما -
قوله:"مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين": (الشاة) والغنم كلاهما اسم الجنس للمَعْز والضَّأْن، ويستعمل في الواحد والتثنية والجمع؛ لأن ما هو