للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نخافُ إنِ تَبِعْناكَ أنْ تَقْتُلَنَا اليهودُ.

قوله: "اذهب بنا" الباء في (بنا) بمعنى (مع) والمصاحبة؛ أي: كن رفيقي وصاحبي لنأتي إلى محمد ونسأل عنه المسائل.

قوله: "لا تقل نبي"، يعني: لا تقل لمحمد إنه نبي؛ لأنه لو سمع أنَّا نقول له نبيٌّ يفرح باعترافنا بنبوته.

قوله: "إنه لو سمعك": تقديره: إنه لو سمعك أنك تقول له نبي.

قوله: "كان له أربعة أعين" هذا الكلام عبارة عن شدة الفرح والسرور، فإنَّ مَن فَرِح تزيد قوة بصره ويزيد نور بصره، فيكون في كثرة نور البصر من الفرح كمن له أربعة أعين؛ يعني: لو سمع محمدٌ أنك تقول له نبي يزيد سروره باعترافنا بنبوته.

وينبغي أن يكون: كان له أربعُ أعينٍ، بغير هاءٍ لأن العدد من الثلاثة إلى العشرة إذا أضيف إلى مؤنثٍ يكون بغير هاء، والعينُ مؤنثٌ، وهذا اللفظ في "صحيح أبي عيسى" بغير هاء كما هو القياس، وفي نسخ "المصابيح" بالهاء، فلعله سهو من الناسخين.

قوله: "فسألاه عن تسع آيات بينات"، (الآية البينة): العلامة الواضحة، وقد تكون مما يُرى بالعين كعلامة الطريق وغيرها، وقد تكون مما يُرى بالقلب والفِكْر والعقل كالحكم الواضح، والمسألة الواضحة، و (البينات): جمع بينة، وهي الظاهرة.

يعني: سألوا رسول الله عليه السلام عن قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: ١٠١] أن تلك التسع ما هن؟

اعلم أن (تسع آيات) في قصة موسى عليه السلام جاء في القرآن في موضعين:

<<  <  ج: ص:  >  >>