سَبيلِ الله يطيرُ على مَتْنِهِ، كلما سَمِعَ هَيْعةً أو فَزْعَةً طارَ عليه يبتغي القتلَ والمَوتَ مَظَانَّةُ، أو رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ في رأسِ شَعَفَةٍ مِن هذهِ الشَّعَفِ أو بطنِ وادٍ من هذه الأودِيةِ، يُقيمُ الصَّلاةَ ويُؤْتي الزَّكاةَ ويعبدُ ربَّهُ حتى يَأتِيَه اليقينُ، ليسَ مِن النَّاسِ إلا في خَيرٍ".
قوله: "يطيرُ"؛ أيَ: يُسْرِعُ "على مَتْنِه"؛ أي: على ظهره.
"هَيْعَةً"؛ أي: صوتًا.
"فَزْعَةً"؛ أي: خوفًا.
"طار عليه"؛ أي: أسرعَ على ظهر فرسه؛ يعني: كلَّما سمع صوتًا أو خوفًا بحضور الكفار يَقْصِدُ دَفْعَهم.
قوله: "يبتغي القتلَ والموتَ مَظَانَّه"، (يبتغي)؛ أي: يطلبُ، (المَظَانُّ): جمع مَظِنَّة، وهي الموضع، و (مظانَّه): نصبٌ على الظرف.
يعني: يطلبُ الموتَ والقتلَ في مواضعه؛ أي: في مواضعِ القَتْل؛ أي: في المحاربة؛ لأن المحاربةَ سببُ القَتْل.
"في غُنَيْمَةٍ"؛ أي: في قطيعةٍ من الغَنَم يَفِرُّ من الناس، ويسكن رأسَ جبل، أو واديًا، حتى لا يلحَقَه ضَرَرُ الناسِ وفتنتُهم، ولا يلحَقُهم ضررٌ، ويقضي حقوقَ الله وأَمْرَه، فهو في خيرٍ من الناس؛ أي: لا يلحَقُه ضررُهم ولا يؤذيه أحد، ولا يؤذي أحدًا.
"الشَّعَفَة": رأس الجبل.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
٢٨٦٤ - وقال: "مِن جَهَّزَ غازِيًا في سَبيلِ الله فقد غَزَا، ومَن خَلَفَ غازيًا