قوله: "مَنْ جَهَّزَ غازيًا"؛ يعني: مَنْ أَعْطَى غازيًا فرسًا وسلاحًا ونفقةَ ذهابه إلى الغزو، فقد حصلَ له ثوابُ الغزو.
قوله: "ومن خَلَفَ غازيًا في أهله"، (خَلَفَ) - بتخفيف اللام -: إذا قامَ مَقامَه؛ يعني: مَنْ قامَ مقامَ غازٍ في خدمةِ أهل بيته، فقد حصلَ له ثوابُ الغَزْو.
روى هذا الحديثَ زيدُ بن خالد الجُهَني.
* * *
٢٨٦٥ - وقال: "حُرمَةُ نساءِ المُجَاهدينَ على القَاعِدينَ كحُرمةِ أُمَّهاتِهِم، وما مِن رَجُلٍ مِن القاعِدين يَخْلُفُ رَجُلاً مِن المُجاهدينَ في أهلِهِ، فيَخُونهُ فيهم، إلا وُقِفَ له يومَ القيامَةِ فيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ، فما ظَنُّكم؟ ".
قوله: "فما ظَنُّكم"، (ما): للاستفهام؛ يعني: هل تشكُّون في هذه المجازاة أم لا؛ يعني: فإذا علمتم صدقَ ما أقولُ، فاحذروا من الخيانةِ في نساء المجاهِدين، وإنما خصَّ الوعيدَ بالخيانة في نساء المجاهدين؛ لأنهم أفضلُ من غيرِهم من المشتغلين بالطاعات، والخيانةُ فيمن هو أفضلُ أَقْبَحُ.
روى هذا الحديثَ بُرَيدةُ الأسلمي.
* * *
٢٨٦٦ - عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ - رضي الله عنه - قال: جاءَ رجلٌ بناقةٍ مَخْطومَةٍ فقالَ: هذه في سَبيلِ الله، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكَ بها يومَ القيامَةِ سَبع مِئَةِ ناقَةٍ كلُّها مَخْطُومَةٌ".
قوله: "مَخْطُومةٍ"؛ أي: جُعِلَ الخِطَامُ على أنفها، والخِطَامُ: الزِّمام.