٢٨٦٧ - وعن أبي سعيدٍ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَ بَعْثًا إلى بني لِحْيانَ مِن هُذَيْلٍ، فقالَ:"لِيَنْبَعِثْ مِن كُلِّ رَجُلينِ أحدُهما والأجرُ بينَهما".
قوله:"بَعَثَ بَعْثًا"؛ أي: أرسلَ جيشًا إلى الغزو.
قولُه:"والأَجْرُ بينهما"؛ أي: ثوابُ الغَزْو بينهما، أمَّا ثوابُ مَنْ غَزا فظاهرٌ، وأما ثوابُ من قَعَدَ في بيته؛ فلأنَّه يَخْدِمُ الذي ذهبَ إلى الغزو، ويعينُ أهلَ بيته.
* * *
٢٨٦٨ - وقال:"لنْ يَبْرَحَ هذا الدِّينُ قائمًا يقاتِلُ عليهِ عِصابةٌ مِن المسلمين حتى تقومَ الساعةُ".
قوله:"لن يَبْرحَ هذا الدِّينُ"؛ يعني: لن يزالَ هذا الدينُ يجاهِدُ عليه جماعةٌ من المسلمين إلى يوم القيامة؛ يعني: لا يخلُو وَجْهُ الأرضِ من الجهاد إن لم يكنْ في ناحيةٍ يكونُ في ناحيةٍ أخرى.
روى هذا الحديثَ جابرُ بن سَمُرَة.
* * *
٢٨٦٩ - وقال:"لا يُكْلَمُ أَحَدٌ في سبيلِ الله - والله أعلمُ بمَنْ يُكْلَمُ في سبيلِهِ - إلا جاءَ يومَ القيامَةِ وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دمًا، اللونُ لونُ الدَّمِ، والريحُ ريحُ المِسْكِ".
قوله:"لا يُكْلَمُ"؛ أي: لا يُجْرَح.
"يَثْعَبُ"؛ أي: يسيلُ؛ يعني: تكونُ علامةُ الشهداء على الشهيدِ من غيرِ أن يكونَ له ألمٌ بسيلانِ ذلك الدمِ منه منه تشريفان: