أحدُهما: أن تفوحَ منه رائحةُ المِسْك في العَرَصَات.
والثاني: أن يظهرَ كونهُ شهيدًا؛ لينالَ ثوابَ الشهداء.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
٢٨٧٠ - وقال:"ما أحدٌ يدخلُ الجَنَّةَ يحبُّ أنْ يَرجعَ إلى الدُّنيا وله ما في الأرض مِن شيءٍ إلا الشهيدُ، يتمنَّى أنْ يرجَعَ إلى الدُّنيا فيُقْتَلَ عَشْرَ مرَّاتٍ لِمَا يرى من الكرامةِ".
قوله:"وله ما في الأرضِ من شيءٍ"، هذا معطوفٌ على قوله:"أن يرجعَ إلى الدنيا"؛ يعني: ما يحبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا، وما يحبُّ أيضًا أن يكونَ له شيءٌ مما في الأرض، بل لا يحبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا، ولا يتمنَّى مَتاعَ الدنيا.
ويجوز أن تكون الواو في (وَلَهُ) واوَ الحال؛ أي: لا يحبُّ أن يرجِعَ إلى الدنيا في حال كونه مالكًا لكثير من أمتعة الدنيا والبساتينِ والأملاك والأقارب ونفوذِ الأمر؛ يعني: مع أنه كان في الدنيا طَيبَ العيش لا يتمنَّى أن يرجِعَ إلى الدنيا.
روى هذا الحديثَ أنسٌ.
* * *
٢٨٧١ - وسُئِلَ عبدُ الله بن مسعودٍ عن هذه الآية:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قال: إنَّا قد سَأَلْنَا عن ذلكَ فقال: "أرواحُهُم في جَوْفِ طيرٍ خُضْرٍ لها قناديلُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ، تسرحُ من الجنَّةِ حيثُ شاءَتْ، ثم تَأْوِي إلى تلكَ القناديلِ، فاطَّلَعَ عليهم ربُّهم اطِّلاعةً فقال: