قوله:"فأثرٌ في سبيل الله"، (الأَثَرُ): العلامةُ؛ يعني: علامةُ الغزو على الغازي من الجِرَاحة، أو غبارُ الطريق وغيرهما، "وأثرُ فريضةِ الله": علامةُ الوضوءِ ببللِ الماءِ على الأعضاءِ، وعلامةُ السجود على الجبهة، و (الأثرُ) أيضًا: الخُطْوَة؛ يعني: الخطواتُ في الغزو، وفي المشي إلى الصلاة.
* * *
٢٩٠٣ - عن عبدِ الله بن عَمرٍو قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَركبِ البحرَ إلا حاجًا أو مُعتَمِرًا أو غازيًا في سبيلِ الله، فإنَّ تحتَ البحرِ نارًا، وتحتَ النارِ بحرًا".
قوله:"لا تركب البحر إلا حاجًّا، أو معتمِرًا، أو غازيًا في سبيل الله"، هذا الحديثُ يدلُّ على وجوبِ ركوبِ البحرِ للحَجِّ والجهاد إذا لم يجدْ طريقًا آخر، وفيه قولٌ للشافعي: أنه لا يجب.
قوله:"فإن تحت البحر نارًا، وتحتَ النَّارِ بحرًا"، يُحْمَلُ هذا الحديثُ على ظاهره؛ يعني: خلقَ الله تحتَ ما ترى من البحر نارًا، وتحتَ تلك النارِ بحرًا، فإن الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ، والغَرَضُ من هذا الحديث: تعظيمُ خَطَرِ ركوبِ البحر؛ يعني: إذا كان في ركوب البحر خطرٌ شديدٌ عظيمٌ لا تركبوه إلا لضرورة.
* * *
٢٩٠٤ - عن أمَّ حرامٍ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"المائدُ في البحرِ الذي يُصيبهُ القَيْءُ لهُ أجرُ شهيدٍ، والغريقُ لهُ أجرُ شهيدَيْنِ".
قوله:"المائِدُ في البحر"، هذا اسمُ فاعلٍ من مادَ يَمِيدُ: إذا دارَ رأسُ