الرجلِ من خوفِ البحرِ وغِشْيانِ معدتهِ من تحرك السفينة في البحر؛ يعني: مَن ركب البحرَ وأصابَه دُوارٌ له أجرُ شهيدٍ إن كان يمشي إلى طاعةٍ، كالغزو والحج وتحصيل العلم.
وأما التجار؛ فإن لم يكن لهم طريقٌ سوى البحر، وكانوا يتَّجِرون للقُوت لا لجمعِ المال، فهم داخلون في هذا الأجر.
* * *
٢٩٠٥ - عن أبي مالكٍ الأشعريِّ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"مَن فَصَلَ في سبيلِ الله فماتَ، أو قُتِلَ، أو وَقَصَهُ فرسُه أو بعيرُه، أو لدَغتْهُ هامَّةٌ، أو ماتَ على فراشِهِ بأَيِّ حتفٍ شاءَ الله فإنه شهيدٌ، وإنَّ لهُ الجَنَّةَ"
قوله:"من فَصَلَ"؛ أي: خَرَجَ.
"وقَصَه فرسُه"؛ أي: ألقاه على الأرض، فمات منه.
"هامّة"؛ يعني: حيوانٌ له سُمٌ مثلُ الحيةِ والعَقْرَب.
"أو ماتَ على فراشه"؛ يعني: في طريق الغزو.
"بأيِّ حَتْفٍ"؛ أي: بأي هلاك قدَّره الله.
* * *
٢٩٠٦ - عن عبدِ الله بن عَمرٍو أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"قَفْلَةٌ كغزوةٍ".
قوله:"قَفْلَةٌ كغزوة"، (القَفلَةُ): الرجعة، وصورتُها: أن يغزوَ جيشُ الإسلام، وأغاروا على بلدٍ من بلاد الكفار، ثم خرجوا من ذلك البلد إلى موضعٍ آخر، ثم يأمر أميرُ الجيشِ سَرِيَّةً من جيشه أن يرجِعُوا إلى ذلك البلد، وأغاروا على مَن بَقِيَ من كفار ذلك البلد وأموالهم، ثم يُرَغِّبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الرجعة