للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى يكون من شيء، أو يصفه ويعلم كيفيته أحدٌ، فما حكم جريان هذه الأشياء في خواطرنا؟

تعاظَمَ زيدًا هذا الأمر؛ أي: عَظُمَ وشقَّ عليه، فـ (زيدًا) مفعول، و (هذا الأمر) فاعلٌ، وتعاظم زيدٌ عَمرًا؛ أي: وجده عظيمًا، وكلا المعنيين ها هنا حسنٌ، وإذا قرأتَ "أحدنا" برفع الدال، يكون (أحدنا) هو الفاعل، و"أن يتكلم به" هو المفعول؛ أي: يجد أحدُنا التكلُّم به عظيمًا؛ أي: ذنبًا عظيمًا، وإذا قرأتَ (أحدَنا) بنصب الدال يكون (أحدنا) مفعولًا، و (أن يتكلم) به فاعل؛ أي: يعظم ويشقُّ التكلُّم به على أحدنا من غاية قبحه ورداءته، هذا جائزٌ من حيث المعنى، ولكن المسموع والمرويَّ: (أحدُنا) برفع الدال.

"قال: أوقد وجدتموه؟ ": أي: قال لهم رسول الله عليه السلام: أوقد وجدتم ذلك الخاطر قبيحًا، وعلمتم أنه مذمومٌ وأنه غير مَرْضيٍّ لله تعالى؟ الهمزة في (أوقد) للاستفهام.

قوله عليه السلام: "ذلك صريح الإيمان"، (ذلك) إشارةٌ إلى مصدرٍ مقدرٍ، وهو: وجدان قبح ذلك الخاطر، ويحتمل أن يكون المصدر المقدَّر هو التعاظم؛ أي: تعاظُمُكم التكلُّمَ بذلك الخاطرِ من غاية قبحه هو صريحُ الإيمان.

(الصريح): الخالص.

يعني: مَن جرى في قلبه خاطرٌ قبيحٌ وعلم قبحَه، وترك ذلك الخاطر وأنكره، لا إثم عليه؛ لأن إنكاره ذلك الخاطر وعِلْمَه أنه قبيحٌ لا يكون إلا من إيمانٍ خالص، لأن الكافر يصر على ما في قلبه من تشبيه الله تعالى بالمخلوقات ويعتقدُه حسنًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>