٣٠٠٥ - عن رباحِ بن الربيعِ قال: كنّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ، فَرَأَى الناسَ مجتمعين علي شيءٍ، فبعثَ رَجُلًا فقال:"انظرْ عَلَامَ اجتمَع هؤلاءِ؟ " فجاءَ فقالَ: امرأةٌ قتيلٌ، فقال:"ما كانَتْ هذه لِتُقاتِلَ"، وعلى المُقَدِّمَةِ خالدُ بن الوليدِ، فبعثَ رجلًا وقال:"قُلْ لخالدٍ: لا تقتلْ امرأةً ولا عَسِيفًا".
قوله:"ما كانت هذه لتقاتل"؛ أي: لم تكن من المحاربين؛ يعني: إنما يُقتل الكافر المحارب، ولا يقتل مَن ليس بمحاربٍ كالنساء والصبيان.
"وعلى المقدمة"، (المقدمة): الجماعة السابقة على الجيش؛ يعني: كان خالد أمير مقدمة الجيش.
"العسيف": الأجير؛ يعني: لا تقتل خدَّامُ الكفار إذا لم يحاربوا، مثل راعي دوابهم وغيره.
* * *
٣٠٠٦ - عن أنسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"انطلِقُوا باسمِ الله، وبالله، وعلى مِلَّةِ رسولِ الله، لا تَقتلُوا شَيْخًا فانِيًا، ولا طِفْلًا، ولا صغيرًا، ولا امرأةً، ولا تَغُلُّوا، وضُمُّوا غنائِمَكم، وأَصلِحُوا، وأَحسِنُوا فإنَّ الله يحِبُّ المحسنين".
قوله:"شيخًا فانيًا"؛ أي: شيخًا ضعيفًا من غاية الكبر.
"ولا تغلوا" بتشديد اللام: ولا تسرقوا من الغنيمة.
"وضموا غنائمكم"؛ أي: اجمعوا ما حصل لكم من الغنيمة، ولا تأخذوا منها شيئًا حتى تقسموها.
"وأصلحوا"؛ أي: وأصلحوا أموركم؛ أي: لا يتكبَّرْ بعضكم على بعض، ولا تتركوا شيئًا من أوامر الله، ولا تأتوا شيئًا من مناهيه، ولا تُؤذوا مسلمًا.