للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَحَدٌ} [الإخلاص: ١ - ٤] والنصُّ واردٌ بأن الله تعالى خالق الأشياء غيرُ مخلوقٍ، وهو قديمٌ أبدي ليس له شريكٌ ولا نظير، وغيرُ ذلك من الأوصاف التي تفرَّد بها الله تعالى وأُورد في القرآن والأحاديث، فآمنت بما قال الله تعالى ورسولُهُ، ولم أقل: إن الله خلقه أحدٌ، أو موصوفٌ بصفةٍ من أوصاف المخلوقات، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

* * *

٤٨ - وقال: "ما مِنْكُمْ مِنْ أحدٍ إلَاّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قرينُهُ مِنَ الجِنَّ"، قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ الله! قال: "وإيَّايَ، إلَاّ أنَّ الله أَعَانَنِي عليه فأَسْلَم، فلا يأْمُرُني إلَاّ بخيْرٍ"، رواه ابن مسعود.

قوله: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه"، (القرين): الصاحب.

"الجن": اسمٌ لمن يستتر ويختفي عن عيون الناس من الجن المعروف والشياطين والملائكة، والمراد بالجن ها هنا الشياطين، وهم أولاد إبليس، ولم يُولد ولدٌ من بني آدم إلا وُلد له ولدٌ يوكله على ذلك المولود من بني آدم، هكذا ذكر في التفسير.

وذكر في بعض التفاسير في قوله: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} أن أولاد إبليس تخرج من دبره.

يعني: كلُّ إنسان يصحبه شيطانٌ يوسوسه ويأمره بالشر، ويشترك في هذا جميع البشر من الأنبياء وغيرهم حتى سيد الرسل محمد عليه السلام.

قوله: "أعانني عليه فأسلم": روي (فأسلم) برفع الميم وفتحها، فالرفع على أنه فعلٌ مضارع، والهمزة للمتكلَّم، من سَلِمَ يَسْلَمُ سلامةً: إذا خلص من المكروه، يعني: أعانني الله تعالى فغلبتُ عليه وصار مقهورًا عاجزًا، فسَلِمْتُ من شره.

<<  <  ج: ص:  >  >>